responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 306


قالت يا أمير المؤمنين : لسان نطق ، وقول صدق ، ولئن تحقق فيك ما ظنناه ، فحظَّك الأوفر ، واللَّه ما أورثك الشّنآن [1] في قلوب المسلمين إلا هؤلاء ، فأدحض مقالتهم ، وأبعد منزلتهم ؛ فإنك إن فعلت ذلك تزدد من اللَّه قربا ، ومن المسلمين حبّا . قال وإنك لتقولين ذلك ؟ قالت : سبحان اللَّه ! واللَّه ما مثلك من مدح بباطل ، ولا اعتذر إليه بكذب ، وإنك لتعلم ذلك من رأينا ، وضمير قلبنا . كان عليّ واللَّه أحبّ إلينا منك ، وأنت أحبّ إلينا من غيرك . قال ممن ؟ . قالت من مروان وسعيد بن العاص - قال وبم استحققت ذلك عندك ؟ - قالت بسعة حلمك ، وكريم عفوك - قال وإنهما يطمعان في ذلك - قالت هما واللَّه من الرأي على ما كنت عليه لعثمان بن عفّان - قال لقد قاربت فما حاجتك ؟ - قالت : يا أمير المؤمنين ! إن مروان تبنّك [2] في المدينة تبنّك من لا يريد منها البراح ، لا يحكم بعدل ، ولا يقضي بسنّة ؛ يتبع عورات المؤمنين ؛ حبس ابن ابني فأتيته فقال كيت وكيت ، فأسمعته أخشن من الحجر ، وألقمته أمرّ من الصّبر ، ثم رجعت إلى نفسي باللائمة ، وقلت لم لا أصرف ذلك إلى من هو أولى بالعفو منه ؛ فأتيتك يا أمير المؤمنين ، لتكون في أمري ناظرا ، وعليه معديا - قال صدقت لا أسألك عن ذنبه ، والقيام بحجته ، اكتبوا لها بإطلاقه - قالت يا أمير المؤمنين وأنّى بالرجعة وقد نفد زادي ، وكلَّت راحلتي ، فأمر لها براحلة موطَّاة وخمسة آلاف درهم .
ومن ذلك ما روي أن معاوية حج فسأل عن امرأة من بني كنانة كانت تنزل الحجون [3] يقال لها الدارميّة ، وكانت سوداء كثيرة اللحم ، فأخبر بسلامتها فجىء بها ، فقال ما حالك يا ابنة حام ؟ - قالت لست لحام أدعى ،



[1] الشنآن هو البغض ، وفي التنزيل العزيز : إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ . سورة الكوثر / 3 . ( اللسان 1 / 101 ) .
[2] تبنّك بالمكان : أقام به وتأهّل . ( اللسان 10 / 403 ) .
[3] الحجون : جبل بأعلى مكة . ( معجم البلدان 2 / 225 ) .

306

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست