responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 30


وصحبه الذين قلَّدوا أمور الدين فقاموا بواجبها . وحمّلوا أعباء الشريعة فانتشرت بهم في مشارق الأرض ومغاربها . صلاة تسطَّر في الصحف ، وتفوق بهجتها الروض الأنف .
وبعد فلما كانت الكتابة من أشرف الصنائع [1] وأرفعها . وأربح البضائع وأنفعها . وأفضل المآثر وأعلاها . وآثر الفضائل وأغلاها . لا سيما كتابة الإنشاء التي هي منها بمنزلة سلطانها . وإنسان [2] عينها بل عين إنسانها . لا تلتفت الملوك إلا إليها . ولا تعوّل في المهمات إلا عليها . يعظَّمون أصحابها ويقرّبون كتّابها . فحليفها أبدا خليق بالتقديم . جدير بالتبجيل والتكريم .
< شعر > تسرّ مجانيها [3] إذا ما جنى الظَّما وتروي مجاريها إذا بخل القطر < / شعر > وكانت الديار المصرية ، والمملكة اليوسفية [4] ، أعز اللَّه تعالى حماها ! وضاعف علاها ! قد تعلقت من الثريّا بأقراطها ، ورجحت سائر الأقاليم بقيراطها [5] . بشّر بفتحها الصادق الأمين ، فكانت أعظم بشرى . وأخبر سيد المرسلين أن لأهلها نسبا وصهرا [6] . فتوجهت إليها عزائم الصحابة زمن



[1] اعتبر العرب الكتابة من الصناعات ؛ فقيل : صناعة الكتابة وصناعة الإنشاء وجاء في تعريف ابن منظور : والكتابة لمن تكون له صناعة مثل الصباغة والحياكة ( 1 / 698 ) .
[2] إنسان العين وجمعه أناسيّ ، ولا يجمع على أناس . وهو المثال الذي يرى في سواد العين . ( اللسان 6 / 13 ) .
[3] المجاني : ما يجنى من الثمار ( البستان 1 / 419 ) .
[4] ويعني بلاد مصر .
[5] القيراط من الوزن وهو نصف دانق . وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين . وفي حديث أبي ذرّ : ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لها ذمة ورحما . وأراد بالأرض المستفتحة مصر ، إذ كان يغلب على أهلها أن يقولوا : أعطيت فلانا قراريط إذا أسمعه ما يكرهه ، ولا يوجد ذلك في كلام غيرهم . ( اللسان 7 / 375 وما بعدها ) .
[6] أي تربطنا بها القرابة والمصاهرة ؛ إشارة إلى زواج النبي صلى اللَّه عليه وسلَّم من المصرية ماريا القبطية التي كان قد أهداها إليه المقوقس ، صاحب مصر .

30

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست