نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 296
فأروني ماذا ترتؤون وأيّ يومي أبي تنقمون : أيوم إقامته إذ عدل فيكم أم يوم ظعنه إذ نظر لكم ؟ أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه لي ولكم . ثم أقبلت على الناس بوجهها فقالت أنشدكم اللَّه هل أنكرتم مما قلت شيئا ؟ قالوا اللهم لا . ومن ذلك كلام أمّ الخير بنت الحريش البارقّية يوم صفّين في الانتصار لعليّ رضي اللَّه عنه . يروى أن معاوية كتب إلى واليه بالكوفة أن يحمل إليه أمّ الخير بنت الحريش البارقية برحلها ، وأعلمه أنه مجازيه بقولها فيه بالخير خيرا وبالشرّ شرّا ؛ فلما ورد عليه كتابه ، وركب إليها فأقرأها الكتاب ، فقالت : أما أنا فغير زائغة عن طاعة ولا معتلة بكذب ! ولقد كنت أحبّ لقاء أمير المؤمنين لأمور تختلج في صدري . فلما شيعها وأراد مفارقتها قال لها : يا أمّ الخير ، إن أمير المؤمنين كتب إليّ أنه يجازيني بقولك فيّ بالخير خيرا وبالشر شرّا ؛ فما عندك ؟ قالت : يا هذا لا يطمعنّك برّك بي أن أسرّك بباطل ، ولا تؤيسك معرفتي بك أن أقول فيك غير الحق . فسارت خير مسير حتّى قدمت على معاوية فأنزلها مع حريمه ، ثم أدخلها عليه في اليوم الرابع ، وعنده جلساؤه فقالت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللَّه وبركاته . قال لها وعليك السلام يا أمّ الخير ، وبالرغم منك دعوتيني بهذا الاسم . قالت مه يا أمير المؤمنين ! فإن بديهة السلطان مدحضة لما يجب علمه * ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ ) * [1] . قال صدقت . فكيف حالك يا خالة ؟ وكيف كنت في مسيرك ؟ . قالت لم أزل في عافية وسلامة حتّى صرت إليك فأنا في مجلس أنيق ، عند ملك رفيق - قال معاوية : بحسن نيتي ظفرت بكم - قالت يا أمير المؤمنين أعيذك باللَّه من دحض المقال وما تردي عاقبته ! قال ليس هذا أردنا . أخبريني كيف كان كلامك يوم قتل عمّار بن ياسر ؟ قالت لم أكن واللَّه زوّرته قبل ولا روّيته بعد . وإنما كانت كلمات نفثهن لساني حين الصّدمة فإن شئت أن أحدث لك مقالا