responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 292


عهد ، لشفيت غيظي بخنصري وبنصري ، وخضت لجّته بأخمصي ومفرقي ، ولكنني ملجم إلى أن ألقى اللَّه ربي ، وعنده أحتسب ما نزل بي . وإني غاد إلى جماعتكم ، مبايع صاحبكم ، صابر على ما ساءني وسرّكم * ( لِيَقْضِيَ الله أَمْراً كانَ مَفْعُولًا ) * * [1] .
قال أبو عبيدة : فعدت إلى أبي بكر رضي اللَّه عنه فقصصت عليه القول على غرّه [2] ، ولم أختزل شيئا من حلوه ومرّه ، وبكَّرت غدوة إلى المسجد ، فلما كان صباح يومئذ وإذا عليّ مخترق الجماعة إلى أبي بكر رضي اللَّه عنهما ، فبايعه ، وقال خيرا ، ووصف جميلا ، وجلس زميتا [3] ، واستأذن للقيام فمضى وتبعه عمر مكرما له ، مستأثرا لما عنده .
فقال عليّ رضي اللَّه عنه : ما قعدت عن صاحبكم كارها ، ولا أتيته فرقا ، ولا أقول ما أقول تعلة . ولئنّي لأعرف منتهى طرفي ومحطَّ قدمي ومنزع قوسي ، وموقع سهمي ؛ ولكن قد أزمت [4] على فأسي ثقة بربي في الدنيا والآخرة .
فقال له عمر رضي اللَّه عنه : كفكف غربك [5] ، واستوقف سربك ، ودع العصيّ بلحائها ، والدّلاء على رشائها . فإنا من خلفها وورائها ، إن قدحنا أورينا ، وإن متحنا أروينا ، وإن قرحنا أدمينا ، ولقد سمعت أماثيلك التي لغزت بها عن صدر أكل بالجوى ، ولو شئت لقلت على مقالتك ما إن سمعته ندمت على ما قلت . وزعمت أنك قعدت في كنّ بيتك لما وقذك به رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم



[1] سورة الأنفال / 42 .
[2] جاء في اللسان : طويت الثوب على غرّه أي على كسره الأول . ونقلت القول على غرّه أي كما هو على أصله . ( اللسان 5 / 19 ) .
[3] أي حليما وقورا . ( اللسان 2 / 35 ) .
[4] أزم أي عضّ وقبض . يقال : أزم الفرس على فأس اللجام : قبض عليه . ( اللسان 12 / 16 ) .
[5] الغرب : الذهاب والتنحي عن الناس . ( اللسان 1 / 638 ) .

292

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست