responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 288


وأبان الصّوى [1] ، وأمّن المسالك والمطارح ، وسهّل المبارك والمهايع ، وإلا بعد أن شدخ يافوخ الشرك بإذن اللَّه ، وشرم وجه النفاق لوجه اللَّه سبحانه ، وجدع أنف الفتنة في ذات اللَّه ، وتفل في عين الشيطان بعون اللَّه ، وصدع بملء فيه ويده بأمر اللَّه عز وجل .
وبعد ، فهذه المهاجرون والأنصار عندك ومعك في بقعة واحدة ، ودار جامعة ، وإن استقالوني لك ، وأشاروا عندي بك ، فأنا واضع يدي في يدك ، وصائر إلى رأيهم فيك . وإن تكن الأخرى فادخل فيما دخل فيه المسلمون ، وكن العون على مصالحهم ، والفاتح لمغالقهم ، والمرشد لضالَّتهم ، والرادع لغوايتهم . فقد أمر اللَّه تعالى بالتعاون على البر والتقوى ، والتناصر على الحق . ودعنا نقضي هذه الحياة الدنيا بصدور بريئة من الغلّ ، ونلقى اللَّه تعالى بقلوب سليمة من الضّغن .
وبعد فالناس ثمامة فارفق بهم ، واحن عليهم ولن لهم ، ولا تشق نفسك بنا خاصّة فيهم ، واترك ناجم الحقد حصيدا ، وطائر الشرّ واقعا ، وباب الفتنة مغلقا ، فلا قال ولا قيل ولا لوم ولا تبيع واللَّه على ما نقول شهيد ، وبما نحن عليه بصير .
قال أبو عبيدة : فلما تأهّبت للنهوض ، قال عمر رضي اللَّه عنه : كن لدى الباب هنيهة فلي معك دور من القول ، فوقفت وما أدري ما كان بعدي ، إلا أنه لحقني بوجه يندى تهللا ، وقال لي : قل لعليّ الرّقاد محلمة ، والهوى مقحمة ، وما منا إلَّا له مقام معلوم ، وحقّ مشاع أو مقسوم ، ونبأ ظاهر أو مكتوم ، وإن أكيس الكيس من منح الشارد تألَّفا ، وقارب البعيد تلطَّفا ، ووزن كلّ شيء بميزانه ، ولم يخلط خبره بعيانه ، ولم يجعل فتره مكان شبره ، دينا كان أو دنيا ، ضلالا كان أو هدى . ولا خير في علم مستعمل في جهل ، ولا خير في معرفة



[1] الصّوّة حجر يكون علامة في الطريق ، والجمع صوى . ( اللسان 14 / 471 ) .

288

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست