نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 232
كلب الروم . أما بعد ، فقد فهمت كتابك ، والجواب ما تراه لا ما تسمعه ، والسلام على من اتبع الهدى . ثم خرج في جمع له لم يسمع بمثله فتوعل في بلاده وفتك وسبى ؛ فأوقد يقفور في طريقه نارا شديدة فخاضها محمد بن يزيد الشيباني ، وتبعه الناس حتى صاروا من ورائها ؛ فلما رأى يقفور أنه لا قبل له به ، صالحه على الجزية يؤديها عن رأسه وعن سائر أهل مملكته . وكتب ملك الروم إلى المعتصم يتوعده ويتهدده فأمر الكتاب أن يكتبوا جوابه فلم يعجبه مما كتبوا شيئا فقال لبعضهم اكتب : بسم اللَّه الرحمن الرحيم أما بعد ، فقد قرأت كتابك ، وفهمت خطابك ، والجواب ما ترى لا ما تسمع * ( ( وسَيَعْلَمُ . الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ) ) * [1] . هذا مع ما ينسب إليه المعتصم من ضعف البصر بالعربية كما تقدم في الكلام على اللغة . ولا يستكثر مثل ذلك على الطبع السليم ، والرجوع إلى سلامة العنصر وطيب المحتد . ومثل ذلك في الجواب وأخصر منه أن الأدفونش ملك الفرنج بالأندلس ، كتب إلى يعقوب بن عبد المؤمن أمير المسلمين بالأندلس ، بخط وزير له يقال له ابن الفخار : باسمك اللهم فاطر السموات والأرض والصلاة على السيد المسيح ابن مريم الفصيح ، أما بعد : فلا يخفى على ذي ذهن ثاقب ، وعقل لازب [2] ، أني أمير الملة النصرانية ، كما أنك أمير الملة الحنيفية ، وقد علمتم ما هم عليه رؤساء جزيرة الأندلس من التخاذل والتواكل والإخلاد إلى الراحة وأنا أسومهم الخسف وأخلي منهم الديار ، وأجوس البلاد ، وأسبي الذراري ، وأقتل الكهول والشبان لا يستطيعون دفاعا ، ولا يطيقون امتناعا ، فلا عذر لك في التخلف عن نصرهم ، وقد أمكنتك يد القدرة ، وأنتم تعتقدون أن اللَّه عز وجل فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم ، والآن خفف اللَّه عنكم وعلم
[1] في الطبعة الأميرية « الكافر » وما أثبتناه الآية 42 من سورة الرعد . [2] ثابت ولازم ( اللسان 1 / 738 ) .
232
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 232