نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 226
وأما احتياجه إلى معرفة ألفاظ أهل الصناعة ، فلأنه ربما ورّى بها في تفاصيل كلامه ونحو ذلك - كما كتب الشيخ زين الدين أبو بكر بن العجمي [1] على البديعية التي نظمها عيسى العالية [2] الشاعر ، مضاهيا بها بديعية الصفيّ الحليّ [3] فقال : « وبعد فقد وقفت على هذه المعجزة التي أحيا بها عيسى ميت البديع ، وجوّد ما شاء فيها من التصريع [4] والتصريع ، ورقم لأعطافها حلل التوشيح [5] والتوشيع [6] ، ونظم لأجياد أبياتها فرائد المعاني المستخرجة من بحر فكره على يد يراعه المريع ، وقلدها من درر لفظه بما هو أزهى من زهر الزهر [7] على نهر المجرة وهالات البدور ، وشنف المسامع منها بما هو أبهى من النور في العيون وأوقع من الشفاء في الصدور ، وأولج الليل في النهار بما طرس به الطروس ، وأطلع في ذلك الليل من ناصع معانيه نجوما تزهي على الشموس ، وأودع المهارق [8] شذورا تزيف ذهب الأصائل ، وتسفر عن وجوه حسان تفوق ابتسام ثغور الأزاهر بين الخمائل ؛ وسلك في البديع طريقة
[1] هو أبو بكر بن عثمان بن العجمي ، الحلبي الأصل ، نزيل القاهرة . نسخ بخطه صحيح البخاري وتولع بالأدب وطارح الصفدي . توفي سنة 795 ه . ( الدرر الكامنة 1 / 479 ) . [2] هو عيسى بن حجاج القاهري : شاعر ظريف ، اشتهر بمعرفة الشطرنج . له ديوان شعر و « بديعية » على قافية الراء . ولد ومات في القاهرة سنة 807 ه . ( الأعلام 5 / 102 ) . [3] هو عبد العزيز بن سرايا ، شاعر عصره . ولد ونشأ في الحلة بين الكوفة وبغداد . رحل إلى القاهرة ومدح السلطان الملك الفاخر . توفي سنة 750 ه . ( الأعلام 4 / 17 - 18 ) . [4] تقفية المصراع الأول . والمصراعان من الشعر ما كان فيه قافيتان في بيت واحد . ( اللسان 8 / 199 ) . [5] التوشيح في الشعر أن يكون مبدأ الكلام ينبيء عن مقطعه ، وأوله يخبر بآخره ، وصدره يشهد بعجزه . ( كتاب الصناعتين 397 ) . [6] التوشيع هو أن يؤتى في عجز الكلام بمثنى مفسر بإسمين ثانيهما معطوف على الأول ( التعريفات 69 ) . [7] الزهر هي النجوم المتلألئة . ( اللسان 5 / 331 ) . [8] هي الصحف . ومفردها مهرق . ( القاموس 3 / 300 ) .
226
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 226