responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 214


ذو البرّ المأثور ، والقدر المرفوع ولواؤه المنصوب وذيل فخاره المجرور .
والمعروف بما لا ينكر لمثله من الحزم ، والذاهب عمله الصالح بكل العوامل التي لم يبق منها لحسوده إلا الجزم . وهو ذو الأبنية التي لا يفصح عن مثلها الإعراب ، ولا يعرف أفصح منها فيما أخذ عن الأعراب . والذي أصبحت أهدابه فوق عمائم الغمائم ثلاث ، ولم يزل طول الدهر يشكر منه أمسه ويومه وغده وإنما الكلمات ثلاث . فليتصدّ للإفادة ، وليعلَّمهم مثل ما ذكر فيه من علم النحو نحو هذا وزيادة . وليكن للطلبة نجما به يهتدى ، وليرفع بتعليمه قدر كل حبر يكون حبرا له وهو المبتدا . وليقدّم منهم كلّ من صلح للتبريز ، واستحق أن ينصب إماما بالتمييز . وليورد من موارده أعذب النّطاف [1] ، وليجرّ إليه كلّ مضاف إليه ومضاف . وليوقفهم على حقائق الأسما ، ويعرّفهم دقائق البحوث حتّى اشتقاق الاسم هل هو من السموّ أو من السّما . وليبيّن لهم الأسماء العجمية المنقولة والعربية الخالصة ، ويدلَّهم على أحسن الأفعال لا ما يتشبّه بصفات كان وأخواتها من الأفعال الناقصة ، وليحفّظهم المثل وكلمات الشعراء ، ولينصب نفسه لحدّ أذهان بعضهم ببعض نصب الإغراء . وليعامل جماعة المستفيدين منه بالعطف ، ومع هذا كله فليترفّق بهم فما بلغ أحد علما بقوّة ولا غاية بعسف .
وكما قال الشيخ جمال الدين بن نباته [2] رحمه اللَّه من جملة توقيع مدرس : « ولأنه في البيان ذو الانتقاد والانتقاء . والعربيّ الذي كان لرقاب الفضلاء ابن مالك فإنّ قريبه أبو البقاء » .



[1] النّطاف : ومفردها النّطفة والنّطافة ، وهي الماء الصافي . ( اللسان 9 / 335 ) .
[2] هو محمد بن محمد بن الحسن المصري ، أبو بكر : شاعر عصره وأحد الكتاب المترسلين العلماء الأدباء . ولد وتوفي بالقاهرة سنة 768 ه . ( الأعلام 7 / 38 ) .

214

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست