وابن عصفور [1] وابن مالك [2] وابن معطي [3] وغيرهم من المتأخرين ، وكذلك أسماء كتبهم المشهورة في هذا الفن : من المبسوطات والمختصرات من كتب المتقدمين والمتأخرين ومصطلحاتهم التي اصطلحوا عليها : من ذكر الاسم ، والفعل ، والمعرفة ، والنكرة ، والمبتدأ ، والخبر ، والحال ، والتمييز ؛ وألقاب الإعراب : من الرفع والنصب والجرّ والجزم وغير ذلك مما تجري به عباراتهم ، ويدور على ألسنتهم في استعمالاتهم ، من قولهم « ضرب زيد عمرا » ونحو ذلك ليدرج ما عنّ له من ذلك في خلال كلامه حيث احتاج إليه في التواقيع والمكاتبات وغيرها .
قال في « التعريف » في وصية نحويّ : وهو زيد الزّمان ، الذي يضرب به المثل ، وعمرو الأوان ؛ وقد كثر من سيبويه الملل [4] ومازنيّ الوقت لكنه لم يستبح الإبل [5] ، وكسائيّ [6] الدهر الذي لو تقدّم لما اختار غيره الرشيد للمأمون ، وذو السّؤدد لا أبو الأسود على أنه ذو السابقة والأجر الممنون . وهو

[1] هو علي بن مؤمن بن محمد ، حامل لواء العربية بالأندلس في عصره . ولد باشبيلية وتوفي في تونس سنة 669 ه . ( الأعلام 5 / 27 ) .
[2] محمد بن عبد اللَّه الطائي ، جمال الدين . أحد الأئمة في علوم العربية . ولد في جيّان بالأندلس وتوفي بدمشق سنة 272 ه . أشهر كتبه « الألفية » و « تسهيل الفوائد » في النحو ( الأعلام 6 / 233 ) .
[3] هو يحيى بن معطي ، أبو الحسين ، زين الدين . عالم بالعربية والأدب أشهر كتبه « الدرّة الألفية في علم العربية » في النحو . توفي سنة 628 ه . ( الأعلام 8 / 155 ) .
[4] في النحو ، غالبا ما يضرب المثل بزيد وعمرو أي فلان وعلان . وزيد الزمان ، هو زيد الخيل : من أبطال الجاهلية ، وقد أدرك الإسلام وقصد النبي فسماه زيد الخير . ويضرب به المثل في الشجاعة ؛ وعمرو الأوان ، أي إمام عصره في النحو ، كما كان عمرو بن عثمان بن قنبر ، سيبويه .
[5] إشارة إلى أبي عثمان المازني ، أحد أئمة النحو . والمازني الذي استباح الإبل هو الحزن بن كهف ، شاعر من سادات مازن وفرسانها . أغار الناس على إبل جار له فلحق بهم وأعاد الإبل وقال في ذلك أبياتا أوردها الآمدي . ( انظر الأعلام 2 / 175 ) .
[6] إشارة إلى الكسائي ، علي بن حمزة الكوفي : إمام في اللغة والنحو والقراءة . كان مؤدبا للرشيد ولابنه الأمين من بعده ( الأعلام 40 / 283 ) .

213