responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 209


أجل أن أوّلها شغل ؟ . قال : وأمّا قوله « وآخره بغي » إن كان يريد به أن صاحب النحو إذا حذقه صار فيه زهو واستحقر من يلحن فهذا موجود في غيره من العلوم . من الفقه وغيره في بعض الناس وإن كان مكروها ، وإن كان يريد بالبغي التجاوز فيما لا يحلّ فهذا كلام محال ، فإن النحو إنما هو العلم باللغة التي نزل بها القرآن وهي لغة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وكلام أهل الجنة وكلام أهل السماء .
ثم قال بعد كلام طويل : وقد كان الكتّاب فيما مضى أرغب الناس في علم النحو وأكثرهم تعظيما للعلماء حتّى دخل فيهم من لا يستحقّ هذا الاسم فصعب عليه باب العدد فعابوا من أعرب الحساب ، وبعدت عليهم معرفة الهمزة التي ينضمّ وينفتح ما قبلها ، أو تختلف حركتها وحركة ما قبلها فيكتبون :
« يقرؤه » بزيادة ألف لا معنى لها ، في كلام آخر يتعلق بالهجاء ليس هذا موضع لذكره . - أمّا التعمّق في الإعراب والمبالغة فيه فإن حكمه في الاستكراه حكم التقعّر في الغريب ، وقد كانوا يذمّون من يتعاناه ، ويسخرون بمن يتعاطاه . قال الأصمعي : خاصم عيسى بن عمر النحويّ [1] رجلا إلى بلال بن أبي بردة [2] فجعل عيسى يشبع الإعراب ويتعمّق في الألفاظ ، وجعل الرجل ينظر إليه ، فقال له القاضي : « لأن يذهب بعض حقّ هذا أحبّ إليه من تركه الإعراب ، فلا تتشاغل به واقصد بحجّتك » . وخاصم نحويّ نحويّا آخر عند بعض القضاة في دين عليه فقال : « أصلح اللَّه القاضي ! لي على هذا درهمان » - فقال خصمه : « واللَّه أصلحك اللَّه ! إن هي إلا ثلاثة دراهم ولكنه لظهور الإعراب ترك من حقه درهما » . فهذا وشبهه قد صار مذموما والمتشبّث به ملوما ؛ ولذلك كان بعض الكتاب لشدّة اقتداره على الإعراب يعرب كلامه ولا يخيّل إلى السامع أنه يعرب ، فإن عرض مع التعمق في الإعراب لحن ، كان



[1] من أئمة اللغة ، وهو شيخ الخليل وسيبويه وابن العلاء ، وأول من هذب النحو ورتبه . بصريّ توفي سنة 149 ه . ( الأعلام 5 / 106 ) .
[2] أمير البصرة وقاضيها . كان راوية فصيحا أديبا . ولَّاه خالد القسري سنة 109 ه . لم تحمد سيرته في القضاء . مات سجينا سنة 126 ه . ( الأعلام 2 / 72 ) .

209

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست