نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 208
عند إسحاق ؛ فكان ميمون الكاتب بعد ذلك يقول : لا أدري كيف أشكر ابن قادم بقّى عليّ روحي ونعمتي . ووقف بعض الخلفاء على كتاب لبعض عمّاله فيه لحن في لفظه فكتب إلى عامله : قنّع كاتبك هذا سوطا معاقبة على لحنه . قال أحمد بن يحيي [1] : كان هذا مقدار أهل العلم ، وبحسبه كانت الرّغبة في طلبه والحذر من الزّلل . قال صاحب « الريحان والريعان » : فكيف لو أبصر بعض كتاب زماننا هذا ؟ قلت قد قال ذلك في زمانه هو وفي الناس بعض الرّمق والعلم ظاهر وأهله مكرمون ، وإلا فلو عمر إلى زماننا نحن لقال * ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ) * * [2] . ثم المرجع في معرفة النحو إلى التلقّي من أفواه العلماء الماهرين فيه ، والنظر في الكتب المعتمدة في ذلك من كتب المتقدّمين والمتأخرين . واعلم أن كتب النحو : من المبسوطات والمختصرات والمتوسطات أكثر من أن يأخذها الحصر . ومن الكتب المعتمدة في زماننا عند أبناء المشرق « المفصّل » للزمخشري و « الكافية » لابن الحاجب . وعند المصريين كتب ابن مالك : كالتسهيل والكافية الشافية والألفية وغير ذلك من كتب ابن مالك وغيرها . قال أبو جعفر النحاس : وقد صار أكثر الناس يطعن على متعلَّمي العربية جهلا وتعديا حتّى إنهم يحتجّون بما يزعمون أن القاسم بن مخيمرة [3] قال : « النحو أوّله شغل وآخره بغي » قال : وهذا كلام لا معنى له لأن أوّل الفقه شغل وأوّل الحساب شغل وكذا أوائل العلوم . أفترى الناس تاركين العلوم من
[1] هو نفسه شهاب الدين أحمد بن فضل اللَّه العمري وقد سبق التعريف به في هامش الصفحة 6 . [2] سورة البقرة / 134 . [3] من رجال الحديث . ولد ونشأ في الكوفة ومات في الشام سنة 100 ه ، في خلافة عمر بن عبد العزيز . ( أسماء التابعين 1 / 299 ، والأعلام 5 / 185 ) .
208
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 208