نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 201
الغارة ، أظهر علامات الخير . فتباشرت به ، ابتهجت ، اجتذلت ، اغتبطت ، فرحت ، سررت ، استبشرت . جعله اللَّه برّا تقيّا ، سيّدا ، حميدا ، ميمونا ، مباركا ، طيّبا ، عزيزا ، سعيدا ؛ ظهيرا ، عونا ، ناصرا ، راجحا ، زكيّا وزرا ، ملجأ . يتقيّل [1] سلفه ، ويقتفي أثرهم ، يسلك منهاجهم ، يسنّ سنّتهم ، يتبع قصدهم ، يسير سيرتهم ، يسعى مساعيهم ، ينحو مثالهم ، يحذو حذوهم ، يتخلَّق بأخلاقهم ، يتبصّر بصيرتهم ، ينوط أفعالهم ، يترسّم رسومهم . وأيمن به عددك ، كثّر به ذرّيتك ، أراك فيه غاية أملك ، شفعه اللَّه بإخوة بررة ، وفّقه اللَّه لأداء حقّك ، جعله خير خلف كما هو لخير سلف . زيّن به العشيرة ، وهب له النّماء ، بلغ به أكلأ [2] العمر ، مكَّن له في رفيع المراتب ، حقّق فيه فراستك ، وهب له تمام الفضيلة ، وأوزعك الشكر عليه ، أجارك فيه من الثّكل ، سرّك بفائدته ، أسعدك برؤيته ، أطاب عيشك به ، متّعك بعطيّته ، ألهمك شكر ما خوّلك ، واصل لك المزيد برحمته . فإنه إذا أراد الكاتب أن يستخرج من ألفاظ هذا الكتاب عدّة كتب بتهنئة بولد ، فعل . كما إذا قال : قد جعلك اللَّه من نبعة طابت مغارسها ، فالزيادة فيها زيادة في جوهر الكرم ، فتولَّى اللَّه نعمه عندك بالحراسة ؛ وبلغني الخبر بهبة اللَّه الجديدة المستجدّة ، الولد المبارك الذي عمر أفنية السيادة ، فتباشرت به ، جعله اللَّه تعالى برّا تقيا ، يتقيّل سلفه ، وأيمن به عددك ، وأوزعك الشكر عليه ، وواصل لك المزيد برحمته ، كان ذلك كتابا كافيا في هذا النوع . فتأمّل ذلك وقس عليه .
[1] في القاموس واللسان : تقيّل إياه أي أشبهه . يقال تقيّل فلان أباه إذا نزع إليه في الشبه . ( انظر اللسان 11 / 580 ) . [2] العمر الطويل ( اللسان 1 / 147 ) .
201
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 201