نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 176
النجوم ، وحال القمر في استهلاله واتصاله ، ووزن الموازين ، وذرع المثلث والمربّع والمختلف الزّوايا ، ونصب القناطر ، والجسور ، والدّوالي ، والنّواعير على المياه ، وحال أدوات الصّنّاع ، ودقائق الحساب ، كان ناقصا في حال كتابته . ثم قال : ولا بدّ له مع ذلك من النّظر في جمل من الفقه والحديث ، ودراسة أخبار الناس ، وحفظ عيون الأخبار ليدخلها في تضاعيف سطوره متمثلا بها إذا كتب ، أو يصل بها كلامه إذا حاور . وختم ذلك بأن قال : ومدار الأمر في ذلك كلَّه على القطب وهو العقل وجودة القريحة ، فإن القليل معهما بإذن اللَّه تعالى كاف ، والكثير مع غير هما مقصر » . وتابعه أبو هلال العسكري في بعض ذلك فقال في بعض أبواب كتابه « الصناعتين » : « ينبغي أن تعلم أن الكتابة تحتاج إلى آلات كثيرة ، وأدوات جمّة : من معرفة العربيّة لتصحيح الألفاظ وإصابة المعنى ؛ وإلى الحساب ، وعلم المساحة ، والمعرفة بالأزمنة والشهور والأهلَّة وغير ذلك مما ليس هذا موضع ذكره وشرحه » . [1] ولا يخفى أن ما ذكره وبعض ما ذكره ابن قتيبة ، يتواردان فيه في المعنى وإن اختلف اللفظ . وخالف أبو جعفر النحاس في كثير من ذلك فذكر في أوّل كتابه « صناعة الكتاب » في المرتبة الثانية منه بعد ما يتعلق بالخط : أن من أدوات الكتابة البلاغة ، ومعرفة الأضداد مما يقع في الكتب والرسائل والعلم بترتيب أعمال الدواوين ، والخبرة بمجاري الأعمال ، والدّربة بوجوه استخراج الأموال ، مما يجب ويمتنع . ثم قال : فهذه الآلات ليس لواحد منها تميّز بذاته ، ولا انفراد باسم يخصّه ؛ وإنما هو جزء من الكتابة وأصل من أركانها . أما الفقه والفرائض والعلم بالنحو واللغة وصناعة الحساب والمساحة والنّجوم ، والمعرفة بإجراء المياه ، والعلم بالأنساب فكل واحد منها منفرد على حدته وإن
[1] راجع كتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري . ص 160 .
176
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 176