نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 150
اسمه في آخر الكتاب الذي ينفذ معه بين السطور ، ويختم الكتاب ، ويسلَّم إليه ، ويكتب له ورقة طريق بالتوجه إلى جهة قصده ، وحمله على ما رسم له به من خيل البريد على ما سيأتي ذكره في الكلام على كتابة أوراق الطريق ، ويترك اسمه ، وتاريخ سفره ، والجهة التي توجه إليها ، والشّغل الذي توجه بسببه بدفتر بالديوان . فلما عظم أمر الدواداريّة واستقرّ عند الدوادار كاتب من كتّاب الدّست يعلَّق عنه الرسالة على ما تقدّم في الكلام على تعليق الرسالة ، رجع أكثر الأمر في ذلك إلى الدّوادار ، وصار كاتب الدّست الذي يخدمه يعلَّق الرسالة عنه بذلك كما يعلَّقها عنه في غيره على ما تقدّم . فإن كان البريد إلى جهة الشام كتب في ورقة لطيفة : « يرسم برسالة المقرّ المخدوم الفلاني أمير دوادار الناصري أو الظاهريّ مثلا أعز اللَّه تعالى أنصاره أن يكتب ورقة طريق شريفة باسم فلان الفلاني المرسوم له بالتوجه إلى الجهة الفلانية » ، ويحمل على فرس أو فرسين أو أكثر من خيل البريد ، ثم يؤرّخ . وإن كان البريد إلى الوجه القبليّ أو البحري أو غير ذلك كتب : أن يكتب ورقة فرس بريد باسم فلان الفلاني من غير تعرّض لذكر ورقة طريق ، وباقي الكلام على نحو ما تقدّم ، ويؤرّخ ويجهّز تلك الورقة صحبة البريديّ إلى صاحب ديوان الإنشاء فيخلَّد [1] الورقة بديوانه عند دوا داره في جملة أضابير الديوان ، ويكتب له في ورقة صغيرة أيضا ما مثاله : أمير آخور البريد المنصور ، يحمل فلان الفلانيّ على فرس واحد أو أكثر من خيل البريد المنصور عند توجهه إلى الجهة الفلانية ويؤرّخ ، ويدفع إلى البريديّ ليدفعها إلى أمير آخور البريد تخلَّد عنده ، ويكتب اسم البريديّ في آخر الكتاب على ما سيأتي في أوّل المكاتبات إن شاء اللَّه تعالى ، ويختم الكتاب ويدفع إليه .