responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 148


واللحن وسبق القلم ؛ وعيب الإنسان يظهر منه لغيره ما لا يظهر له ، فما أبصره من لحن أو خطا أصلحه ونبه كاتبه عليه فيحذر من مثله فيما يستأنفه ، فإن تكرر منه زجره عن ذلك ، وردعه عن العود إلى مثله ، إذ الغرض الأعظم أن يكون كلّ ما يكتب عن الملك كامل الفضيلة خطَّا ولفظا ومعنى وإعرابا حتّى لا يجد طاعن فيه مطعنا ؛ فربما زلّ الكاتب في شيء فيزل بسببه متولَّي الديوان ، بل السلطان . بل الدولة بأسرها . قال : فإذا فرغ من عرض الكتاب والوقوف عليه ، كتب عليه بخطه ما يدلّ على وقوفه عليه ليكون ملتزما بدركه » .
وكأنه يشير إلى ما تقدّم من كلامه : من أنه إن كان رسالة كتب عنوانها بخطه ، وإن كان منشورا ونحوه ، كتب تاريخه بخطه .
ثم قال : « فإن كان متولَّي الديوان مشتغلا بحضور مجلس السلطان ومخاطباته والتلقّي عنه ، ولا يمكنه مع ضيق الزمان توفية كلّ ما يكتب بالديوان حقّ النظر فيه وتصفّح ألفاظه ومعانيه ، نصب له في ذلك نائبا كامل الصنعة حسن الفطنة موثوقا به فيما يأتي ويذر ، يقوم مقامه في ذلك » . قال : « وليس ذلك لأنه يغني عن نظر متولي الديوان ، ولكن ليتحمل عنه أكثر الكل ويصير اليه وقد قارب الصحة أو بلغها فيحصل على الراحة من تعبها ، ويصرف نظره إلى ما لعله خفي على المتصفح من دقائق المعاني وعويص [1] المدارك ، فيقلّ زمن النظر عليه ، ويظفر بالغرض المطلوب في أقرب وقت » .
الأمر السادس نظره في أمر البريد ومتعلَّقاته ، وهو من أعظم مهمات السلطان ، وآكد روابط الملك قال زياد لحاجبه : « ولَّيتك حجابي وعزلتك عن أربع : هذا المنادي إلى اللَّه في الصلاة والفلاح فلا تعوجنّه عني ، ولا سلطان لك عليه ؛ وصاحب



[1] العويص ، بالعين المهملة ، وهو ما يعسر فهمه . وإعجامه في الأصول تصحيف .

148

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست