نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 137
كافّة ، ويقوم توقيعه على القصص في نفوذ الأوامر مقام توقيع السلطان ، وجميع ما يعلَّم عليه السلطان من جليل وحقير في مزرّته [1] حتّى ما يكتب من ديوان الجيش من المناشير ، وما يكتب من ديوان الوزارة وديوان الخاص وغيرهما من المربّعات ونحوها . وليس لأحد من المتولين لهذه المناصب التعرّض لأخذ علامة سلطانيّة البتة ، وناهيك بذلك رفعة وشرفا باذخا . وأمّا لقبه الجاري عليه في كل زمن فقد تقدّم أنهم كانوا في زمن بني أميّة وما قبله يعبّرون عنه بالكاتب ، لا يعرفون غير ذلك كما أشار إليه القضاعيّ في « عيون المعارف » . فلما جاءت الدولة العباسيّة ، واستقر السّفّاح أول خلفائهم في الخلافة ، لقّب كاتبه أبا سلمة الخلَّال بالوزارة وترك اسم الكاتب ؛ واستقر لقب الوزارة على من يليها من أرباب السيوف والأقلام إلى انقراض الخلافة من بغداد . وتقدّم أيضا أن هذا الديوان كان تارة يضاف إلى الوزارة فيكون الوزير هو الذي يباشره بنفسه أو يفوّضه إلى من يتحدّث فيه عنه ، وتارة ينفرد عنها ، فحيث انفرد عن الوزارة لقّب متوليه بما يتضمن إضافته إلى صحابة الديوان وولايته بحسب ما يشتهر به الديوان في ذلك الزمن . فحيث كان الديوان مشهورا بديوان الرسائل ، كما كان في الزمن الأول ، لقّب متوليه بصاحب ديوان الرسائل أو متوليّ ديوان الرسائل ، وربما قيل صاحب ديوان المكاتبات ، أو متولي ديوان المكاتبات ؛ وحيث كان الديوان مشهورا بديوان الإنشاء كما في زماننا بالديار المصرية لقّب متوليه بصاحب ديوان الإنشاء . وربما جمعوا لفظ الديوان تعظيما لمتوليه ، فقالوا صاحب دواوين الإنشاء بالممالك الإسلامية . وعلى هذا مصطلح كتّاب الديوان في زماننا في تعريفه فيما يكتب له من تقليد أو غيره ؛ على أنه لو قيل ناظر دواوين
[1] أي في مضمونه ومحتواه . واللفظ من « زرر » أو « زرّ » على الشيء أي انطوى عليه . ( اللسان مادة « زرر » 4 / 324 وما بعدها ) .
137
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 137