نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 12
المفضول على الفاضل في مثل هذه الحال . أما بخصوص القسم الأول من التسمية وهو « صبح الأعشى » ، فإن القلقشندي يرى أن كتابه يوصل « كاتب الإنشاء » إلى غايته القصوى في امتلاك مواد الكتابة ومستلزمات وظيفته الديوانية الخطيرة . فالأعشى : من ساء بصره بالليل والنهار ؛ والمعنى ينظر إلى الانصباب والصبوة ؛ فكأن القلقشندي يعتبر كتابه صبحا ينصبّ منه النور فيرى الأعشى سبيله [1] . ثانيا : في مصادر صبح الأعشى ومنهج القلقشندي . ( أ ) اعتمد القلقشندي في جمع مادة موسوعته وتأليفها على نوعين أساسيين من المصادرهما : محفوظات ديوان الإنشاء من الوثائق والمراسلات السلطانية والدبلو ماسية ، والثاني أمهات الكتب والمصنفات في مختلف ميادين العلم والأدب التي طرق أبوابها في كتابه . لقد أمضى كاتبنا أعواما طويلة في البحث والتنقيب واستخراج الوثائق والكتب والمراسلات الخلافية والسلطانية وغيرها من مختلف أصناف المكاتبات الرسمية والدبلو ماسية التي تكدّست في ديوان الإنشاء خلال العصور المتعاقبة ، وكانت كمية هائلة حتى قال المقريزي : « . . . ولما زالت دولة الظاهر برقوق ، ثم عادت ، اختلت أمور كثيرة ، منها أمر قاعة الإنشاء بالقلعة ، وهجرت وأخذ ما كان فيها من الأوراق وبيعت بالقناطر ونسي رسمها » [2] . إذن فقد اجتمعت لدى القلقشندي من ذلك مادة غزيرة لم يسبق أن اجتمعت من قبل لكاتب في موضوعه ؛ فهذا الرجل أمضى ربع قرن في ديوان الإنشاء ، أي في خزانة أسرار الدولة ، مطلعا على كل ما يرد إليها ويصدر عنها ، مزوّدا بالعلم الغزير والذهن اليقظ المستنير ،
[1] انظر فيكتور الككّ وأسعد علي - صناعة الكتابة . ص 44 . [2] انظر خطط المقريزي : 2 / 225 - 226 .
12
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 12