responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 273


على مواقع البلاغة ولا يطمع الخاطر بالاتكال على إيراد فصل منها برمته لمخالفته لأسلوب الكتاب في أكثر الأمور .
وأما النظر في رسائل البلغاء من فضلاء الكتاب ، فلما في ذلك من تنقيح القريحة ، وإرشاد الخاطر ، وتسهيل الطَّرق ، والنسج على منوال المجيد ، والاقتداء بطريقة المحسن ، واستدراك ما فات ، والاحتراز مما أظهره النقد ، وردّ ما بهرجه السبك . واقتصر على النظر فيها دون حفظها لئلا يتكل الخاطر على ما يأتي بأصله مما ليس له فيتشبع بما لم يعط فيكون كلابس ثوبي زور . اللهم إلا أن يريد بحفظها المحاضرة دون الإنشاء فإن اللائق به الحفظ دون غيره .
المقصد الثاني في ذكر شيء من مكابتات الصدر الأوّل يكون مدخلا إلى معرفة ما يحتاج إلى حفظه من ذلك أما مكاتباتهم المشتملة على المحاورة والمراجعة ، فمنها ما كتب به معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنه إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه في زمن المشاجرة بينهما ، وهي [1] :
أما بعد ، فإن اللَّه اصطفى محمدا ، وجعله الأمين على وحيه ، والرسول إلى خلقه ، واختار له من المسلمين أعوانا أيّده بهم ، وكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام ، فكان أفضلهم في الإسلام ، وأنصحهم للَّه ولرسوله الخليفة وخليفة الخليفة ، والخليفة الثالث ؛ فكلَّهم حسدت ، وعلى كلهم بغيت . عرفنا ذلك في نظرك الشّزر ، وتنفّسك الصّعداء ، وإبطائك على الخلفاء ، وأنت في كل ذلك تقاد كما يقاد البعير المخشوش [2] حتّى تبايع



[1] كتاب معاوية بيض له في الأصل . فنقلناه من العقد الفريد لابن عبد ربه 5 / 82 . وكان ذلك قبل سيره إلى صفين . وقد حمل الكتاب أبو مسلم الخولاني .
[2] أي الجعول فيه الخشاش ، وهو عود يجعل في عظم أنف البعير . ( اللسان 6 / 296 ) .

273

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست