نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 199
الجاحظ « ما رأيت أمثل طريقة من هؤلاء الكتّاب ، فإنهم التمسوا من الألفاظ ما لم يكن متوعّرا حوشيّا ، ولا ساقطا سوقيّا » . وقد ذكر ابن الأثير في « المثل السائر » : أن الكتّاب غربلوا اللغة وانتقوا منها ألفاظا رائقة استعملوها . ثم هذه الألفاظ أسماء وأفعال : فالأسماء كقولك في المدح فلان غرّة القبيلة ، وسنامها ، وذؤابتها ، وذروتها ؛ وهو نبعة أرومته وأبلق كتيبته ومدرة [1] عشيرته ونحو ذلك . والأفعال كقولك في إصلاح الفاسد : أصلح الفاسد ، ولمّ الشّعث ، ورأب الشّعب ، وضمّ النّشر ، ورمّ الرّثّ ، وجمع الشّتات ، وجبر الكسر ، وأسا الكلم ، ورقع الخرق ، ورتق الفتق ، وشعب الصّدع . وفي « كتاب الألفاظ » لعبد الرحمن بن عيسى [2] الكاتب كفاية من ذلك ، وله مختصر أربى عليه ؛ وفي « كنز الكتّاب » لكشاجم ما فيه مقنع . المقصد الرابع في كيفية تصرف الكاتب في الألفاظ اللَّغويّة ، وتصريفها في وجوه الكتابة لا خفاء أنه إذا أكثر من حفظ الألفاظ اللغوية ، وعرف الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد والمتقاربة المعاني ، تمكَّن من التعبير عن المعاني التي يضطَّر إلى الكتابة فيها بالعبارات المختلفة ، والألفاظ المتباينة ، وسهل عليه التعبير عن مقصوده ، وهان عليه إنشاء الكلام وترتيبه . وفي الأمثلة التي أوردها كشاجم في « كنز الكتّاب » حيث يعبر عن المعنى الواحد بعبارات متعدّدة ما يرشد إلى الطريق في ذلك ، ويهدي إلى سلوك الجادّة الموصّلة إلى القصد منه .
[1] من الأمدر ، وهو الرجل المنتفخ البطن العظيم الجنبين . والمقصود زعيم عشيرته ومقدمها . ( اللسان 5 / 162 ) . [2] من كبار الكتاب . كان كاتب الرسائل للأمير بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي . توفي نحو 320 ه . له « الألفاظ الكتابية » « وصفو الراح من مختار الصحاح » . ( الأعلام 3 / 321 ) .
199
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 199