نام کتاب : شهيد الولاء حجر بن عدي الكندي نویسنده : السيد هاشم محمد جلد : 1 صفحه : 93
ولذلك أوعز زياد مهمة مطاردة حجر والقبض عليه إلى بعض القبائل ، بان تحاصر الحي الذي اختفى فيه حجر ، وتفتش عنه في دورها ، وتقبض عليه ، فارتقى المنبر وقال : « لتقم همدان وتميم وهوازن وأبناء بغيض ومذحج وأسد وغطفان ، فليأتوا جبانة كندة ، وليمضوا من ثم إلى حجر ، فليأتوني به » [152] ، ولكنه التفت إلى ناحية قبلية مهمة ، وهو الخوف من الصراع والتناحر المباشر بين هذه القبائل المتعاونة إذا أرسلها مجتمعة ، وبذلك يشغلها هذا الصراع عن مهمة المطاردة لحجر ( فكره ان تثير مضر مع اليمن فيقع شغب واختلاف ، وقد تنشب الحمية فيما بينهم ) [153] ، وذلك لان بعض هذه القبائل ، ممن يرتبط بحجر بعلاقة قبلية ، في ذلك الوسط القبلي ، ربما تثور حميتها من مطاردة القبائل الأخرى لزعيم من زعمائها ، وربما كان يخشى ان تتعاطف مع قضية حجر ، أو على الأقل ، يتجنب مطاردته ، كما فعلت بعض القبائل حيث انسحبت ، ولو أرسلها مجتمعة فربما أثر هذا الموقف على سائر القبائل الأخرى . ولذلك فرقهم زياد لهذه العوامل ، وارسل كلا منها إلى جانب لمحاصرة حجر ، ولكن أهل اليمن لقرابتهم مع قبيلة حجر ، كندة ، اعتزلوا هذه العملية ، بصورة مباشرة ، خوفا من نشوب صراع بينهما ، فتباطؤوا في العمل دون علم