نام کتاب : شهيد الولاء حجر بن عدي الكندي نویسنده : السيد هاشم محمد جلد : 1 صفحه : 153
ما أجاب به معاوية على استنكار عائشة [229] . ولم يقصد معاوية من صلاح الأمة ، إلا تمرير الحكم الفاسد ، وتطبيع الأمة على قبول ممارساته ومنكراته ، ولم يقصد من فسادهم إلا انتشار الوعي الثوري الاسلامي ، وانكشاف منكرات النظام ومساوئه ، وبذلك يتزعزع العرش الأموي . وكان المغيرة بن شعبة ، عامل معاوية على الكوفة ، وهو من عملاء معاوية ، ومن دهاة العرب ، يعلم جيدا بان معاوية يستهدف من خلال القضاء على الأصوات الواعية والرافضة التي تمثل الاسلام الحقيقي والرفض للأعمال المنحرفة التي يمارسها النظام الحاكم يستهدف دعم سلطانه وتثبيته ، ولو على حساب تشويه سمعة المغيرة وسحقه ، فإنه لما أشير على المغيرة التنكيل بحجر وأصحابه أجاب : ( لا أحب ان ابتدى أهل هذا المصر بقتل خيارهم ، وسفك دمائهم ، فيسعدوا بذلك وأشقى ، ويعز في الدنيا معاوية ، ويذل يوم القيامة المغيرة ) . أجل ، أراد معاوية ان يخنق كل أصوات الرفض والهداية في الأمة ، وان يزيل كل العقبات أمام نزواته ، واستخدم في سبيل ذلك شتى الأساليب والممارسات ، حتى يستمر في سلطانه ، ويوطد لبني أمية الحكم من بعده . ولكنه لدهائه ، لم يواجه تلك العقبات بصورة سافرة ، وانما كان يخطط