وطبقته وتفقه على حماد بن سليمان وكان من أذكياء بني آدم جمع الفقه والعبادة والورع والسخاء وكان لا يقبل جوائز الدولة بل ينفق ويؤثر من كسبه له دار كبيرة لعمل الخز وعنده صناع وأجراء رحمه الله تعالى قال الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة وقال يزيد بن هارون ما رأيت أورع ولا أعقل من أبي حنيفة وروى بشر بن الوليد عن أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلا يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال والله لا يتحدث عن بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعا وقد روى أن المنصور وسقاه السم فمات شهيدا رحمه الله سمه لقيامه مع إبراهيم قاله في العبر وذكر الحافظ العامري في تأليفه الرياض المستطابة وكذلك ملخصه صالح ابن صلاح العلائي ومن خطه نقلت أن الإمام أبا حنيفة رأى عبد الله بن الحرث أن جزء الصحابي وسمع منه قوله صلى الله عليه وسلم من تفقه في دين الله كفاه الله همة ورزقه من حيث لا يحتسب انتهى وقال ابن الأهدل نقله المنصور عن الكوفة إلى بغداد ليوليه القضاء فأبى فخلف عليه ليفعلن فخلف أن لا يفعل وقال أمير المؤمنين أقدر منى على الكفارة فأمر به إلى الحبس وقيل أنه ضربه وقيل سقاه سما لقيامه مع إبراهيم الشبه بن عبد الله بن حسن فمات شهيدا وقيل أنه أقام في القضاء يومين ثم اشتكى ستة أيام ومات وكان ابن هبيرة قد أراده على القضاء في الكوفة أيام مروان الجعدي فأبى وضربه مائة سوط وعشرة أسواط كل يوم عشرة وأصر على الامتناع فخلى سبيله وكان الإمام أحمد إذا ذكر ذلك ترحم عليه انتهى وقد قال في الإشباه والنظائر لما جلس أبو يوسف رحمه الله للتدريس من غير اعلام أبي حنيفة أرسل إليه أبو حنيفة رجلا فسأله عن خمس مسائل الأولى قصار جحد الثوب وجاءه به مقصورا أهل يستحق الإجرام لا فأجاب أبو يوسف يستحق الأجر فقال له الرجل أخطأت فقال لا يستحق فقال أخطأت ثم قال له الرجل أن كانت القصارة قبل الجحود استحق وإلا فلا الثانية هل الدخول في الصلاة بالفرض أم بالسنة فقال