نام کتاب : سفيان بن مصعب العبدي نویسنده : السيد هاشم محمد جلد : 1 صفحه : 61
حدس واجتهاد ، وليس عن حس ، بينما تقييمات المتقدمين ، أمثال الكشي ، والنجاشي ، والشيخ الطوسي وغيرهم ، فهي صادرة عن حس ، ومعاصرة للرجل ، وبما أنَّه لا يوجد تقييم من المتقدمين في حق العبدي ، إلاّ ما ذكره الكشي بأنَّه من ( الطيارة ) ، وقد ناقش علماؤنا هذه النسبة ، كما ذكرنا مناقشتهم ، إضافة إلى أن الكشي بنفسه يعترف بأنَّه فهم غلو العبدي من خلال شعره ، فتقييمه هذا خاصة صادر عن حدس واجتهاد ، وليس عن حس ومشاهدة لسيرة الرجل ، وبذلك لا يملك تقييمه ذلك الاعتبار الذي يصدر منه في حق آخرين ، من خلال معايشته لهم ، وأما الروايتان اللتان ذكرهما الكشي ، فهما تدلان على اعتباره وتوثيقه ، ولا تدلان على جرحه ، وأما تقييم المتأخرين ، فهو صادر عن اجتهاد وفهم للنصوص والروايات ، الصادرة في حق الرجل ، أو من خلال دراسة شعره وأقواله ، لذلك يمكن لنا أن نفهم من النصوص ، أو من شعره ، خلاف ما فهموه ، وبذلك يناقش حتى في تقييم الكشي . والملاحظ أنَّ اعتقاد الغلو ، أو الوثاقة والعدالة ، أو الفسق ، وغيرها ، من الصفات ، الموجبة للقدح أو المدح في الرجل ، هي من الصفات النفسية التي لا يحس الانسان بها نفسها ، وانما يتعرف عليها من خلال مظاهرها ، ومبرزاتها ، ومن المظاهر أقوال الشخص وأفعاله . فربما يقال : إن نسبة الغلو للعبدي ناشئة من بعض أبياته الشعرية ، التي قالها في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) ، منها قوله في أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
61
نام کتاب : سفيان بن مصعب العبدي نویسنده : السيد هاشم محمد جلد : 1 صفحه : 61