نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 252
ومن أحفل هذه المشاهد مشهد منسوب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قد بنى عليه مسجد حفيل رائق البناء وبإزائه بستان كله نارنج والماء يطرد فيه من سقاية معينة والمسجد كله ستور معلقة في جوانبه صغار وكبار وفي المحراب حجر عظيم قد شق بنصفين والتحم بينهما ولم يبن النصف عن النصف بالكلية يزعم الشيعة انه انشق لعلى رضي الله عنه اما بضربة بسيفه أو بأمر من الأمور الإلهية على يديه ولم يذكر عن علي رضي الله عنه أنه دخل قط هذا البلد اللهم الا ان زعموا انه كان في النوم فلعل جهة الرؤيا تصح لهم إذ لا تصح لهم جهة اليقظة وهذا الحجر أوجب بنيان هذا المشهد وللشيعة في هذا البلاد أمور عجيبة وهم أكثر من السنيين ها وقد عموا البلاد بمذاهبهم وهم فرق شتى منهم الرافضة وهم السبابون ومنهم الامامية والزيدية وهم يقولون بالتفضيل خاصة ومنهم الإسماعيلية والنصيرية وهم كفرة فإنهم يزعمون الإلهية لعلى رضي الله عنه تعالى الله عن قولهم ومنهم الغرابية وهم يقولون إن عليا رضي الله عنه كان أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الغراب بالغراب وينسبون إلى الروح الأمين عليه السلام قولا تعالى الله عنه علوا كبيرا إلى فرق كثيرة يضيق عنهم الاحصاء قد أضلهم الله وأضل بهم كثيرا من خلقه نسأل الله العصمة في الدين ونعوذ به من زيغ الملحدين وسلط الله على هذه الرافضة طائفة تعرف بالنبوية سنيون يدينون بالفتوة وبأمور الرجولة كلها وكل من ألحقوه بهم لخصلة يرونها فيه منها يحرمونه السراويل فيلحقونه بهم ولا يرون ان يستعدى أحد منهم في نازلة تنزل به لهم في ذلك مذاهب عجيبة وإذا اقسم أحدهم بالفتوة بر قسمة وهم يقتلون هؤلاء الروافض اين ما وجدوهم وشأنهم عجيب في الأنفة والائتلاف ومن المشاهد المكرمة مشهد سعد بن عبادة رئيس الخزرج صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقرية تعرف بالمنيحة شرقي البلد وعلى مقدار
252
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 252