نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 251
وليس يؤتمن فيها كلها سوى المغاربة الغرباء لأنهم قد علا لهم بهذا البلد صيت في الأمانة وطار لهم فيها ذكر وأهلها لا يأتمنون البلديين وهذا من إلطاف الله تعالى بالغرباء وله الحمد والشكر على ما يولى عباده وإن شاء أحد المتعلقين بأسباب المعارف التعرض هنالك للسلطان يقبله ويكرمه ويرتبه ويجرى عليه بحسب قدره ومنصبه قد طبعت هذه البلاد وملوكها على هذه الفضائل قديما وحديثا وقد تسلسل بنا القول إلى غير الباب الذي نحن فيه والحديث ذو شجون والله كفيل بحسن العون لا رب سواه وبغربي البلد جبانة كبيرة تعرف بقبور الشهداء فيها كثير من الصحابة والتابعين الأئمة الصالحين رضي الله عنهم فالمشهور بها من قبور الصحابة رضي الله عنهم قبر أبي الدرداء وقبر زوجته أم الدرداء رضي الله عنهما وموضع مبارك فيه تاريخ قديم مكتوب عليه في هذا الموضع قبر جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم فضالة بن عبيد وسهل بن الحنظلية من الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وخال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وقبره مسنم في الموضع المذكور وقرأت في فضائل دمشق ان أم المؤمنين أم حبيبة أخت معاوية رضي الله عنهما مدفونة بدمشق وقبر وائلة بن الأسقع من أهل الصفة وفي الجهة التي تلي هذا الموضع المبارك تاريخ فيه مكتوب هذا قبر أوس بن أوس الثقفي وحول هذا الموضع المذكور على مقربة منه قبر بلال بن حمامة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رأس القبر المبارك تاريخ باسمه رضي الله عنه والدعاء في هذا الموضع المبارك مستجاب قد جرب ذلك كثير من الأولياء وأهل الخير المتبركين بزيارتهم إلى قبور كثيرة من الصحابة وسواهم من الصالحين ممن قد ذهب اسمه وغبر ذكره ومشاهد كثيرة لأهل البيت رضي الله عنهم رجالا ونساء وقد احتفل الشيعة في البناء عليهم ولها الأوقاف الواسعة
251
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 251