أضف إلى ذلك : أنّ هذا التشرذم والتفرق في العمل ، قد قلّل من فرص التعاون فيما بين أصحاب الخبرات حينما تأكدت الرغبة لدى كل من وجد في نفسه قدرة على ممارسة العمل التحقيقي ليستقل في عمله ، أو لينشئ مؤسسة تجمع عدداً من المؤهلين ، لكي يعملوا تحت إشرافه إذا وجد التغطية المادية اللازمة لمؤسسة كهذه .
فكانت النتيجة : أن تشرذم العمل ، وجاءت نتائجه في كثير من الأحيان غير جامعة للمواصفات المطلوبة ، أو ليس في المستوى المنشودة في الدقة والتحرّي ، والسبب في ذلك : أنّ هذا العمل وإن كان في ظاهره عملاً جماعياً ، ولكنّه في الواقع لا يعدو عن أن يكون جهداً شخصياً فردياً لذلك الشخص المهيمن على المؤسسة أو الجماعة .
كما أنّ ذلك قد استوجب نفقات هائلة جداً ، لا تتناسب مع حجم الإنجاز الذي حصل أبداً ، حتى إنّ بعض المؤسسات قد يكلفها إنجاز عمل في مجلدات لا تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة إلى عدة ملايين من التوامين ، هذا عدا عن مصاريف الطباعة وغير ذلك رغم أنّ هذا الإنجاز إنّما أعدّ ضمن مواصفات معينة تتمحور في أكثر الأحيان حول الناحية الإعدادية للنصوص ، ومن دون أية دراسة أو تحليل ، أو استنتاج .
ولو أنّ أصحاب الخبرات العالية تعاونوا على العمل في مؤسسة واحدة مثلاً فإنّ إنجازهم لسوف يكون فذاً ونموذجياً تجتمع فيه الأصالة والعمق مع التتبع والدقة ، وغير ذلك من مواصفات .

85