نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 81
والأساس الأهم والأكثر حساسية وأبعد أثراً هو ذلك الذي أشار إليه القرآن ، وأكّدت عليه الأحاديث الشريفة ، وهو « الأخوّة » ولكن ليس مطلق الأخوة وإنّما هي خصوص الأخوّة المسؤولة ، فقد قال تعالى : * ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) * [1] . ولكن من الواضح : أنّ الناس يتفاوتون في كثير من خصائصهم وشؤون حياتهم ، ففيهم الذكي ، والغبي ، والغني والفقير ، والشجاع والجبان ، والمؤمن وغير المؤمن ، وفيهم العالم والجاهل ، والصحيح والسقيم ، والقوي والضعيف ، إلى آخر ما هنالك ممّا لا مجال لذكره . وأجل ذلك ، فقد تختلف المصالح والأهواء والآراء والطموحات ، وغير ذلك . . كما أنّ العالم قد يزلّ ويخطيء والجاهل قد يصيب كبد الحقيقة ، والشجاع قد يجبن وهكذا وفي كل ذلك تنشأ المشكلات ، وتزداد تعقيدات بين الأخوة أنفسهم ، فلا بدّ من معيار وضابطة يرجع إليها الغالي ، ويسعى إليها التالي ، وبها تحلّ المشكلات ، وتتلاشى التعقيدات ، ويقف كل إنسان عند حدّه . وقد كان هذا المعيار - كما نستوحيه من حديث المؤاخاة - التي قام بها النبيّ ( ص ) في مطلع الهجرة هي « الحق » . ومن جهة أخرى فإنّ للحياة مصاعبها ومتاعبها . ولمسيرة الإيمان مشكلاتها الكبيرة والخطيرة في مواجهاتها لمعسكر الكفر والضلال ، فكان لا بدّ من ضابطة أخرى يمكن على أساسها مواجهة التحديات ، والصمود في وجه الأعاصير ، وقد كانت هذه الضابطة الأخرى كما نستفيد من حديث المؤاخاة أيضاً هي :