responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 80


وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) * [1] .
وفي آية أخرى : * ( فاتقون ) * وقد جعل لها شريعة واحدة وديناً واحداً ثمّ هي لها هدف واحد ، ومصير واحد .
وهو سبحانه يريد كذلك أن يكون لهذه الأمة قائد ومرب واحد ، يحكمها ويهيمن على مسيرتها ، من موقع الرحمة والحكمة والتدبير ، والاهتمام بما يصلحها ، تماماً كما يكون الأب لأولاده .
وهذا الأب المربّي هو الرسول ، ثمّ الوصيّ من بعده ، ثمّ سائر الأوصياء والأئمة ، وهذا ما يفسر لنا ما روي عنه ( ص ) من أنّه قال : « أنا وعلي أبوا هذه الأمة » .
كما وجاء في مواصفات الحاكم : أنّه يكون للرعية كالوالد الرحيم .
وقد وصف القرآن الرسول الأكرم ( ص ) فقال : « لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتّم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم » .
وقال تعالى مخاطباً نبيّه : * ( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) * [2] .
وقال : * ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ) * [3] .
وهذه أوصافه ( ص ) من حيث أنّه قائد للأمة ، ووليّ لأمرها ، ومهيمن على شؤونها وليس مجرد صفات فرديّة وشخصيّة له صلي الله عليه وآله وسلم .
وبعد هذا . . فإنّ هذه الوحدة ليست بنظر الإسلام مجرد شعار يطلق في الهواء ويواجه بالتصفيق والابتهاج وإنّما هي أمر واقعي له حدوده وقيوده ، وأسسه ومناشئه ، وله كذلك ضوابطه ومعاييره .



[1] الآية 92 من سورة الأنبياء .
[2] الآية 8 من سورة فاطر .
[3] الآية 6 من سورة الكهف .

80

نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست