نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 76
وكان الزمن يتحرك ، والأحوال تتبدل وتتجدد ، والحاجات تظهر وتتنوع ، وكان الأئمة عليهم السلام يمدّون الأمّة باحتياجاتها ، ويفيضون عليها من بركات الإسلام ، وينيرون لها الطريق بتعاليمه ، ويحلون مشاكلها بأحكامه وتوجيهاته . وكان نفس هذا التبدّل والتحوّل يهيئ الأمة لمزيد من الفهم والوعي لأحكام الإسلام وتوجيهاته ويفتح أعينها على ما فيه من كنوز فتطلب المزيد ، وتتقبله بصورة طبيعية دون أن تشعر بالتخمة ، أو بالصدمة إذا لم تجد في واقعها ما يصلح موضوعات لافتراضات ترى أنّها خياليّة ، حين لا يدور بخلدها أن تسير عجلة التطور حتى تنتهي إلى هذا الحد ، وتصل إلى تلك المشارف . وخلاصة الأمر : إنّ هذا التحوّل التدريجي قد أفاد في إعداد الأمة لتقبّل الكثير ممّا دقّ وجلّ من أحكام الإسلام وتوجيهاته . . وجعلها هي تفكر وتفترض وتتطلب الحلول والتوجيهات المفيدة والناجعة . . وإن كانت ما تفكر فيه من افتراضات يبتعد كثيراً في حجمه ، وفي نوعه وماهيته عن الواقع الذي تعيشه وتتعامل معه ، وتستمد منه تصوراتها ، وتقيس عليه افتراضاتها . الأمر الذي لا يلغي الحاجة غلى أهل الذكر والعلماء بالدين على مرّ العصور ، وكرّ الأيام والدهور . ومهما يكن من أمر ، فإنّ ذلك قد جعل الأحكام تصل إلى الأمة بصورة طبيعية ومعقولة ومقبولة ، وجعلها ذلك أكثر رسوخاً في وعي الناس وفي فكرهم ولم يرها الناس مجرد خيالات وافتراضات لأمور
76
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 76