ج - هناك مسائل كثيرة في علوم القرآن كانت ولا تزال ترسل إرسال المسلمات ، مع أنّ الأمر فيها ليس بذلك الوضوح الذي يتصورونه .
إن لم نقل : إنّ التحقيق العلميّ يؤدي إلى عكس ما هو المتسالم عليه في كثير منها مثل : القراءات التي ينسبها الرواة إلى النبيّ ( ص ) ، وإلى بعض الصحابة ، وفيها تغييرات في الكلمات زيادة ونقيصة وشكلاً ونقطاً ، ومثل موضوع نسخ التلاوة بكل تفصيلاته وشواهده ، ثمّ تفسير آية : * ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ) * [1] لتنطبق عليه .
وكذا موضوع جمع القرآن في عهد الخلفاء ، ونزول القرآن على سبعة أحرف ، وغير ذلك كثير .
هذا عدا عن مسائل متعددة ، وغن كانت مقبولة مبدئياً ، ولكنّها تحتاج لمزيد من الايضاح في كثير من جوانبها وتفصيلاتها ، مثل الكتاب الذي يطلق عليه : مصحف علي ومصحف فاطمة عليهما السلام ، وموضوع الترتيب والنزول وغير ذلك .
أضف إلى ذلك : أنّ هناك شبهات وأباطيل ، وتشكيكات كثيرة تحتاج إلى الكشف ، وإماطة اللثام عنها ، حتى لا ينخدع بها الآخرون ، الذين هم ليسوا من أهل البحث ، أو لم يتصدوا للبحث فيها ، فيرتبون الآثار ، ويستنتجون النتائج على أساس غير صالح ، ولا مقبول وذلك مثل موضوع حفظ القرآن ، وصيانته عن التحريف فإنّهم قد أثاروا الشبهات حول هذا الموضوع فكان لا بدّ من المبادرة إلى إظهار زيفها وبطلانها . .
وكتابنا « حقائق هامة حول القرآن » إنّما عالج هذا الموضوع

[1] الآية 106 من سورة البقرة .

74