نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 70
جهلهم بأحكام الدين وشرائعه : أنّ جيشاً فاتحاً - كان فيه موسى الأشعري - لم يكن يعرف أنّ الوضوء على من أحدث ، حتى أرسل أبو موسى منادياً فنادى فيهم بذلك ، مع أنّه هذه المسألة تعتبر من الأوليات التي لا يكاد من له أدنى اطّلاع على الدين وأحكامه . ومهما يكن من امر ، فقد وجد أهل الكتاب الفرصة مؤاتية ، والساحة خالية فنفثوا من سمومهم ، وأشاعوا من أباطيلهم وترّهاتهم ، سواء في المجال العقيدي ، أو التاريخي ، وحتى الفقهي ، فضلاً عمّا سوى ذلك من مجالات ما شاءت لهم قرائحهم ، باسم الإسلام وتحت راية وحماية الحكّام . بل لقد كان لأهل الكتاب دور في تربية تلامذة لهم ينوبون عنهم بإمداد الأمة بمزيد من المفتريات على لسان الرسول ( ص ) ، كما أنّهم قد تدخلوا حتى في القرار السياسي حتى على مستوى الخلافة الإسلاميّة ، وفي التاريخ الكثير من الشواهد على ذلك . وقد كان أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وشيعتهم الأبرار رضوان الله تعالى عليهم هم السدّ المنيع الذي لك يمكن لهم اختراقه . وقد واجهوهم بالتكذيب والإبطال لمزاعمهم باستمرار ، وإن كان ذلك قد عرّضهم لغضب الحكّام ، ثمّ لكثير من المصائب والبلايا ولم يكن ما جرى على أبي ذر ( رحمه الله ) إلا واحداً من الأمثلة على ذلك حيث ثار في وجه كعب الأحبار ، وضربه بعصاه في مجلس عثمان لجرأته على القول في دين الله وانتهى الأمر بنفيه إلى الشام ثمّ إلى الربذة حيث مات
70
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 70