بلباس خلافة النبوّة .
فكان أن غيّروا وبدّلوا بحسب ما رأوا أنّه يحل مشكلتهم ويخدم مصلحتهم ، وقد ساعدهم على ذلك بعض الطامعين والطامحين ، وفيهم جماعة ممّن أظهر الإسلام من أهل الكتاب ، مثل عبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ، وتميم الداري ، ومن تتلمذ على أيديهم ، والتقت مصالح هؤلاء وأولئك ، وإن كانت الدوافع والأهداف تختلف وتتفاوت من حيث أنّ هؤلاء يريدون ترسيخ سلطانهم وأولئك يريدون نشر ترهاتهم لدوافع دينية وتآمريّة . .
وأعطوهم الحرية المطلقة في هذا المجال ، ثمّ روّجوا المقولة المكذوبة على رسول الله ( ص ) ، والتي تقول : « حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج » فتصدّى أهل الكتاب نشر أباطيلهم ، وكان تميم الداري النصراني الأصل أو من قصّ في مسجد النبيّ ( ص ) في المدينة ، ثمّ كثر القصاص بعد ذلك ، وعظم نفوذهم بعد أن منعوا من الحديث عن النبيّ ، وأحرقوا ما قدروا عليه ممّا كتبه الصحابة عنه ، وحبسوا كبار الصحابة وعلماءهم في المدينة ، ومنعوا من السؤال عن معاني القرآن وعاقبوا من فعل ذلك .
وكانت الفتوحات السريعة والمتتالية تضيف - باستمرار - إلى جماعة المسلمين جماعات جديدة لا تعرف شيئاً عن هذا الدين الجديد ، ولا عن رجالات الإسلام ورموزه الحقيقيين ، فكان أن سهُل توجيهها وفق ما يرمي إليه الفاتحون ، والحّام الذين كانوا لا يكادون يعرفون من الإسلام إلا اسمه ، وإنّما يعرفون إسلام المصالح والأهواء .
وقد بلغ من

69