هذه الأمة أن يكون القرآن ، وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قد سجّل لها قسماً وافراً من الحوادث التاريخيّة ، التي تصلح إذا أضيفت إلى ما تواتر نقله ، أو دلّت القرائن القطعيّة على ثبوته لتكوين هيكلة عامة لتاريخ الإسلام ، والأمم التي سبقته ، فإذا أضيف إلى ذلك ما ثبت قطعياً صدوره من أهل البيت عليهم السلام ، الذين هم الكتاب الناطق والثقل الاخر ، فإنّ ملامح الصورة لسوف تصبح أكثر وضوحاً وإشراقاً .
ومن الواضح : انّ التاكد من صحة ما روي عن أهل البيت عليهم السلام من طرق شيعتهم الأبرار أسهل بكثير من التاكد من صحة ما روي عن غيرهم ؛ ما رواه شيعتهم عنهم لم يتعرض لكثير من البلايا والمصائب التي تعرّض لها ما جاء عن طريق الآخر .
وذلك بسبب الظروف التي مرّت بهم عليهم السلام وشيعتهم رضوان الله تعالى عليهم ، وطبيعة الحياة والعلاقات ، واختلاف النظرة والفكرة لديهم ، ثمّ طبيعة تربيتهم العلميّة لشيعتهم ، وهذا أمر يحتاج إلى مزيد من البحث والتقصيّ والجهد الصادق .
والذي حصل بالنسبة لما روي من غير طريق أهل البيت يتلخص في مشكلة خطيرة نشأ من أنّ القرار السياسي الحاسم ، الذي اتّخذه الحكّام الذين استأثروا بمقام خلافة النبيّ ( ص ) هو الاستقلال عن مدرسة أهل البيت ، الفكريّة والتربويّة ، وتهجين أطروحتهم السياسية ، فاقتضت حاجة أولئك الحكّام : أن يستعينوا بطائفة من المرتزقة ، ووعاظ السلاطين ، من أصحاب النفوس الخبيثة ، بما فيهم

60