أفعالهم لها أبعاد مختلفة ومتشعبة ، وقد تدخل القضية الواحدة في أكثر من مجال ، فتجدها لها مساس بالناحية العقائديّة والسلوكيّة والسياسيّة والتاريخيّة والتربويّة ، وفي التفسير والفقه وعلوم القرآن ، ثمّ في الجغرافيا والرجال والأنساب والأدب واللغة وعلوم العربيّة ، إلى آخر ما هنالك . .
وقد تدخل في بعض ذلك وقد تتداخل القضايا فيما ذكر وسواه ممّا لم يذكر . .
وذلك يعني : لا بدّ وأن يكون الباحث على درجة عالية من دقة النظر ، والملاحظة ، وعلى درجة عالية من الإحاطة في كل المعارف والعلوم والقضايا الإسلامية على ما لها من سعة وشمول في المقامات المختلفة ، بالإضافة إلى معرفة واسعة بالسياسات ، وبالأحداث التاريخيّة للمسلمين ، ممّا رافق أو سبق ، أو لحق الحدث الذي هو موضع البحث . .
الأمر الذي يظهر بوضوح كم سوف يكون البحث في شؤون التراث شاقاً ومضنياً ، وكم هو بحاجة للتحري والدقة . .
وعلى هذا الأساس نعرف : أنّه لا يكفي للباحث والمحقق في حياة وتاريخ النبيّ الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم ، والأئمة المعصومين عليهم السلام أن يلمَّ بما سجّله ابن هشام والطبري واليعقوبي والمسعودي والمقدسي ، وآخرين ليصبح صاحب رأي في القضايا التاريخيّة والإسلاميّة ، فيصدر أحكامه القاطعة هنا ، بالخطأ تارة وبالصواب أخرى ، وبالتحريف ثالثة ، وبالوضع والاختلاق في مورد رابع ، ثمّ يجتهد في التبرير والتفسير ، وينتحل الأسباب هنا

55