نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 53
منه عقلاً . أمّا إذا بلغ الأمر لديه إلى درجة إدراك عقله لاستحالة صدور فعل مّا من فاعل معين ، فإنّه لن يتردد ولن يشك ، وإنّما هو يحكم بكذب ذلك الخبر وتزويره بصورة قاطعة وإلا لوقع في المحذور العقليّ الكبير والخطير . وهكذا الحال بالنسبة للأنبياء وأوصيائهم ، الذين قام الدليل العقليّ على وجوب عصمتهم ، فإنه لسوف يكذب بكل نص يحاول نسبة خلاف ذلك إليهم كما أنّه لا يتردد في تكذيب بعض ما ينسب إلى الناس العاديين الذي عرف فيهم مواصفات معينة تتنافى مع مضمون ذلك النص ؛ فكيف بمن حكم العقل بلزوم عصمته ، ونزاهة ساحته . . الثانية : أن ينظر إلى مباحث الكلام من زاوية مختلفة عمّا سبق ، كأن تبحث من زاوية تأثّر الناس بعقائدهم في مواقفهم وممارساتهم . . فهذا لا يصلح مقياساً لمعرفة الصحيح من السقيم ، والسليم من المحرف ، إلا إذا ثبت بصورة قاطعة : أنّ المحرّك الأول والوحيد لجماعة أو لإنسان مّا في ما يتخذه من مواقف أو يصدر عنه من ممارسات هو اعتقاداته وقناعاته ، وأنّ سائر الدوافع والمحركات لا دور لها معه ، ولا أثر لوجودها . . ولا يمكن إثبات ذلك إلا بالنسبة لأفراد معدودين ، من عباد الله المخلصين ، وأوليائه الصالحين مثل سلمان وعمّار وأبي ذر والمقداد والأشتر ، وأضرابهم . .
53
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 53