ودوافعه النبيلة ، ثمّ هي تتجسد فيما يسديه من خدمات ، وبقدر إسهامه في دفع عجلة الحياة في حركتها نحو الهدف الأسمى ، والأمثل والأفضل ، ثمّ فيما يعالجه من قضايا حيوية ، ومشكلات حياتية ، يواجهها هذا الإنسان في مسيره إلى مصيره ، إن كان على مستوى الفكر والمفاهيم والاعتقادات ، أو على مستوى العمل والممارسة والموقف .
ولأجل ذلك ، فقد كنت ولا زلت أنساق إلى معاناة البحث ، وأتحمّل مشاقّه - بنفس رضيّة وروح به حفيّة - حينما أجدني في موقع الإستئسار للضرورات الشرعيّة والإنسانيّة ، التي تصل أحياناً إلى حدّ الإلزام ، حينما يكون لا بدّ من الإسهام - بقدر الإمكان - في إظهار الحقائق التي ضاعت أو كادت في خضم ذلك الركام الهائل من الأساطير والترهات والأباطيل ، أو فقدت معظم معالمها ، وطمست سائر مميزاتها بفعل التشويه والتمويه ، والتزييف والتحريف المتعمد ، من قبل أصحاب الأهواء ، وطلاب اللبانات على مرّ العصور وكرّ الدهور .
وعلى هذا الأساس ، فإنّ ما كتبته قد جاء ليجسّد هذه النظرة بوضوح وصدق ، غير آبه بما يمكن أن يرى فيه الآخرون نوعاً من النقص أو الهنات فيما صدر لي حتى الآن من بحوث ودراسات ، وليس ذلك بسبب أنّي لا أعتقد بآرائهم تلك ، بل الأمر على العكس من ذلك تماماً ، ولا سيما بالنسبة لأصحاب النوايا منهم فإنّهم بنقدهم هذا هم المتفضّلون عليّ ، والمحسنون عليّ ، ولكن سبب ذلك هو : أنّ

36