نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 26
روحيّة وإيمانيّة هائلة فجّرت الصراع بين الحق والباطل والإيمان والكفر والعدل والظلم ، وخاضته بقوة وصلابة وإصرار مؤيدة بالإمداد الغيبيّ وبالألطاف الإلهيّة الخفيّة ، فتحقق وعد الله سبحانه : * ( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) * [1] . ومعنى ذلك هو أنّه لا يصحّ قياس الإمام الخميني ( رحمه الله ) بأيّ من رجال التغيير في التاريخ . فهو أكبر من كل هؤلاء وفوق كلّ هؤلاء ما عدا الأنبياء والأوصياء ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) . وهذه حقيقة بدا حتى أعداؤه - أعداء الإسلام والإنسان - يعترفون بها ، ويؤكدونها بصورة أو بأخرى . وثمّة حقيقة أخرى هي بنظري عظمى منجزات هذا الإمام الكبير ، ألا وهي أنّه قد استطاع أن يبعث الإسلام من جديد ، حينما أعطى المسلمين - كما أعطى غيرهم - فهماً جديداً للإسلام ولتعاليمه ، وجعله ينفذ إلى روح الإنسان وإلى مشاعره ، وعاشه الناس عقيدة وشريعة وسلوكاً ليكون هدى ونوراً وحباً وسلاماً ، في فكرهم ، وفي وعيهم وفي مشاعرهم ، وفي كلّ وجودهم ، وذلك على مستوى الأمّة الإسلاميّة بأسرها ، وفي مختلف الفئات والطبقات على امتداد المساحة الجماهيريّة الواسعة التي تعدّ بالملايين . وهذا ما لم يحدث في أيّ من العصور السابقة إلا على مستوى أفراد قلائل لا يبلغون العشرات فضلاً عن المئات والألوف في كلّ