نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 25
وسياساته وعلاقاته وبصورة قاسية وعاتية . ومن هنا . . فإنّه قد كان من المسلّم به لدى كل أحد ، أنّ إحداث أي تغيير أو خلل في هذه المعادلة خارج دائرة الهيمنة الاستعماريّة يكاد يلحق بالمستحيلات ، ما دام لا يسمح لغير تلك القوى المهيمنة أن تملك أياً من أسباب القوة إذا كانت قوة لنفس تلك القوى الغاشمة والمستكبرة . أمّا الحكّام والسياسيون فهم دمى صغيرة تتلهّى بها الشعوب المسحوقة ، وتعاني من سياطها اللاذعة ، وهي لا تعدو أن تكون حفنة من الناس لا تأكل ولا تشرب الماء إلا بإجازة الأسياد ، تلك السياط التي تلفح ظهور الشعوب دونما رحمة أو شفقة ، أو دونما رادع من دين أو ضمير ثمّ جاءت المفاجأة الكبيرة وهي حركة الإمام الخميني ، التي كانت الزلزال القوي ، الذي زعزع كل ثوابتهم ، وأبطل كل نظرياتهم وتركهم في حيرتهم يعمهون ، وفي ضلالتهم يتخبطون ويتيهون . هذه الحركة المعجزة ، التي إذا درسنا ظروفها وإمكاناتها فلسوف نجد أنّها قد بدأت ليس من الصفر فقط وإنّما ممّا هو دونه بكثير ، فلم يكن الإمام الخميني ( رضوان الله عليه ) ولا كانت حركته تملك أياً من القدرات والإمكانات الظاهرية لإحداث أي تغيير يذكر ، حتى ولو في أضيق دائرة يمكن تصوّرها ، فضلاً عن إحداث زلزال في العمق ، على مستوى الهيمنة الاستكبارية ثمّ على مستوى العالم أيضاً هذا . . في ظاهر الأمر ، أمّا في حقيقته وواقعه فإنّه قد كان ثمّة قدرات وطاقات
25
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 25