نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 20
الأمر ؛ كما هو الحال بالنسبة لاشتراط العدالة في إمام الجماعة مثلاً ، وإنّما ثمة شروط أخرى يطلب توفرها في من يتولى أمور المسلمين ، تتناسب مع طبيعة المهمات والقضايا التي يفترض فيه أن يتصدى لها ويواجهها . وهي مهمات دقيقة وخطيرة تمس سعادة ، وحياة ، ومصير أمّة بأسرها . ومن الواضح كذلك : أنّ هذه الخصائص وسواها ممّا لم نذكره ، لربما لا تكون متوفرة بأجمعها على النحو الأتم والأوفى في شخص بخصوصه ؛ فقد يكون الأعلم قوياً أو ليس هو الأقوى على هذا الأمر ، ويكون القوي هو غير الأعلم . كما أنّ العارف بشؤون الرعية قد لا يكون ورعاً ، والورع لا يكون الأعرف ، ولا الأقوى . ومن هنا . . فإنّ من الطبيعي أن يكون ثمة تنازل عن هذا الشرط لحساب ذاك ، أو العكس ، وذلك وفقاً لمقولة ترجيح ما هو أكثر مساساً بمصالح الأمّة ، وأقرب إلى حفظ كيانها ، والتخلي عن ما هو أقل خطراً وضرراً ، فيقدم ما هو أقرب وأمسّ وأكثر تأثراً بالشأن القيادي ، وإدارة الشؤون العامة . . ونستفيد من بعض الروايات : أنّ الأعلميّة يمكن التخلي عنها أحياناً والاكتفاء بالعالميّة فيما إذا لم يكن الأعلم هو الأعرف بشؤون الرعية وقضايا الناس .
20
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 20