ج : لم يكن هدفي إلا القيام بواجب الإسهام - ولو بشكل محدود - في الوصول إلى ما يمكن الوصول إليه من الحقائق من حياة الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم ، والأئمة عليهم السلام ، لأنّهم هم القدوة والأسوة ، - هذه الحقائق - التي أريد لها أن تبقى رهن الإبهام والغموض .
بالإضافة إلى كشف تحريف أو زيف كثير من النقول ، التي تعرّضت لرياح السياسة والأهواء ، أو ابتدعتها قرائح السذج أحياناً ، أو العملاء المنحرفين أحياناً أخرى . .
أو أصحاب الأهواء والميول في كثير من الأحيان . كما أنّني كنت ولا أزال أرغب في التعرّف على السياسات ، والتطوّرات والتحوّلات ، التي استهدفت التراث والفكر الإسلاميّ الأصيل ، وعبثت به وفقاً لأهوائها ومصالحها ؛ فغنّ ذلك أمر هام وحيويّ جداً لنا جميعاً .
س : ألا تجد في ما كتبته ثغرات لا بدّ من تلافيها ؟
ج : نعم . . إنّني أجد الكثير من النقص فيما كتبت .
وأرى أنّه نقص فرضته عليّ طبيعة المرحلة التي تمرّ بها حياتنا الفكريّة ، على مستوى التحقيق العلميّ للنصوص والنقول التي اعتبرت حكاية للتاريخ ، وعلى مستوى تحليلها أيضاً فقد حاولت تحقيق النصوص من جهة .
كما حاولت من جهة أخرى الإشارة إلى بعض التحليلات التاريخيّة ، أو غيرها ، مما يرتبط بذلك النص .
ملتزماً المعايير والموازين العلميّة التي أشرت إليها فيما سبق .
فكان من نتيجة ذلك هو عدم الانسجام في إيراد المطالب أحياناً ، وعدم الوضوح فيها أحياناً أخرى .
كما إنّني أبرّيء نفسي ؛ فقد يعثر الباحثون في المستقبل على

199