حتى إنّنا لنلمس تعمد الطبريّ مثلاً اختيار روايات راوٍ بعينه - هي روايات سيف - للتأريخ لفترة تاريخيّة ذات حساسيّة مذهبيّة فائقة . .
الأمر الذي لا مناص معه من وضع علامات استفهام وتوجيه أصابع الاتّهام المرّ له ، وإثارة حالة الشك والريب القوي فيه .
وقد نجد البعض منهم يحاول ذكر ما عثر عليه ، أو ما وصل إليه من نصوص .
ولكن ضمن مقولة عدم التعرّض لما يثير حنق بعض الاتجاهات الفكريّة ضده ، كما أشار إليه ابن هشام في اختصاره لسيرة ابن إسحاق ، وابن الأثير في كتابه الكامل فيما يرتبط بالصحابة من تاريخ الطبريّ ، وغيرها .
هذا كلّه مع التحفظ الشديد على جلب رضا الحكّام ، وعدم إيراد ما يثير حفيظتهم ، أو لا ينسجم مع خطهم الفكريّ والسياسيّ .
ولكن المهم هو أنّ التزوير والتحريف ، والجعل والاختلاق ، قد حصل في وقت متقدم على عصر هذا المؤرخ وذاك معاً .
ولكن هذا المؤرخ قد اختار ما ينسجم مع خطه الفكريّ ، وأهمل ذكر بعض الحقائق التي وصلت إليه استجابة لهواه المذهبيّ . .
أمّا ذاك المؤرخ ؛ فإنّما فعل ذلك خشية من حاكم ، أو خوفاً من ضجة إعلاميّة ضده ، يثيرها العامة والغوغاء أو غيرهم ، فلا بدّ من مراجعة كتب الجميع وضم النصوص بعضها إلى بعض ، بالإضافة إلى مراجعة كتب التفسير والرجال ، والنسب ، وغيرها ، ثمّ وضع ذلك على بساط البحث والتحقيق .
س : ما هي أفضل الكتب التاريخيّة ، ومن هم المؤرخون الأفضل

193