نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 159
كهذه أهم وأولى من صرف الوقت في البحث عمّا فعله المغول أو عن حضارة الفينيقيين مثلاً . هذا بالإضافة إلى البحث عن تاريخ القرآن ، وللتاريخ الذي أورده القرآن لأجل العبرة ، أو لغير ذلك من أهداف . للأمور التاريخيّة ، التي أوردها القرآن أولويّة وخصوصيّة ، لأنّها ليست بحاجة إلى البحث عن أسانيدها . ولا عن ثبوتها وعدم ثبوتها ، فإنّها ثابتة قطعاً ، وبصورة سليمة عن التحريف . فيمكن إذن المبادرة إلى تحليلها ودراستها ، للاستفادة منها فوراً وفي المجال العمليّ . أمّا ما ورد عن طريق النقل والرواية ، حتى ما أراد أن يشرح نفس ما ورد في الآيات فإنّه يبقى موضع شك وريب ، ولا بدّ من البحث في ثبوته وعدمه ، ولا يمكن المبادرة إلى الاستفادة فيه في المجال العمليّ ، إلا بعد التحقيق والبحث الشامل . إلا أنّ هناك أحداثاً ثابتة على سبيل القطع ، كواقعة بدر مثلاً ، أو قضية إرجاع أبي بكر عن تبليغ سورة براءة لأهل مكة ، وإرسال علي ( ع ) مكانه ونحو ذلك ، فهذا النوع هو الاخر قابل للتحقيق وللتحليل ، وللاستفادة السريعة منه في مجال العمل والاعتقاد . وما سوى ذلك ، من تاريخ وأحداث ، فإنّنا لا بدّ وأن نشمر عن ساعد الجد والاجتهاد ، ونعمل ليل نهار ، من أجل تحقيق الحق فيه ، وإبطال الباطل ، إذا كنّا نريد أن نبني أنفسنا ومستقبلنا ، ونطمئن إلى مصيرنا ، ما دمنا نرى ما لهذا التاريخ من أثر حاسم في ذلك كله . .
159
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 159