الظروف والحالات والدوافع التي دعتهم إلى ارتكاب هذا العمل ، ثمّ عرفنا تأثير ما صدر منهم على مسار المعركة ، وعلى من بقي من المسلمين في ميدان القتال مع النبيّ ، من جهة ، وعلى جيش المشركين من جهة أخرى .
نعم . . إنّنا إذا عرفنا ذلك كله . .
وعرفنا المبتدأ والخبر ، والأول والآخر ، ولو عن طريق الاطلاع على ما دوّنه الآخرون في كتبهم ، فإنّنا لا نكون قد فعلنا أمراً عجيباً ولا غريباً ، بل يكون ذلك هو عين الصواب ، وغاية الإنصاف للحق والحقيقة . .
وأمّا إهمال علمائنا لبعض المسائل من الأساس ، فهو إمّا لأنّهم لم يجدوا ضرورة للتعرض لها ، بحسب ما يدخل في دائرة اهتماماتهم ، وإمّا لأنّهم قد اعتمدوا على ما كتبه الآخرون ، واكتفوا به ، ولم يكن لديهم جديد يضاف إليه . .
وفي هذه الصورة لماذا لا نستفيد من هذه النصوص ، إذا كنا نعتمد على طريقة البحث العلميّ الموضوعيّ والرصين ، ونتعامل معها بمرونة وانعطاف ما دمنا نمتلك المعايير الصحيحة ، والمعترف بها لمعرفة الصحيح من السقيم منها .
وبعد . . فإنّ علماءنا ( رضوان الله تعالى عليهم ) قد أثبتوا بصورة علميّة على مدى التاريخ أنّهم لا يعانون من أية عقدة تجاه ما كتبه الآخرون ، حتى من غير المسلمين ، وتلك هي كتب علماء اليونان وغيرهم من الأمم قد بدأ المسلمون بترجمتها منذ عصر الأئمة عليهم السلام ولم نجد منهم ( صلوات الله وسلامه عليهم ) أي اعتراض أو أي قول يشعر برفضهم لها بصورة مطلقة ، ولا سمعنا منهم نهياً لأحد من

147