ولكن . . وبعد مساس الحاجة واقتضاء الظروف التعرض لها ، فإنّنا - وهدفنا الوصول إلى الحقيقة - نجد أنفسنا منساقين وراء كل ما يساعدنا على ذلك ، أو يفيدنا فيه ، أين كان ، وممن كان . .
فقد يقتضي البحث أن نلمّ بما يقوله الآخرون ، ثمّ نوازن بينه وبين ما قاله علماؤنا عليهم رضوان الله .
كما أنّ بعض المسائل لم يجد علماؤنا حاجة لإيرادها بكامل جزئياتها وتفاصيلها ، فأوردوها بصورة مجملة أو مبهمة أحياناً ، أو أنّ الرواة قد وهموا ، أو خلطوا في نقل نصوصها بدقة ؛ فتمس الحاجة إلى الاطلاع على ما كتبه الآخرون ، لتوضيح المبهم ، أو لتكميل ملامح الصورة ، أو لتمييز الصحيح من السقيم منها . .
أضف إلى ذلك أنّنا قد نحتاج إلى الاطلاع على ما كتبه الآخرون لأجل الإلمام بكثير من الأوضاع ، والأحوال والظروف ، التي تساعدنا على ربط الحدث بمناشئه ، وربطه بنتائجه وآثاره .
وطبيعي جداً أن يؤثر فهمنا لذلك كله ، على مستوى استفادتنا من الحدث ، الذي هو موضع البحث في فهم تأثيراته على حياتنا الحاضرة وكذلك إذا أردنا أن نتخذ منه أداة تساعدنا على فهم غيره من القضايا والأحداث ، التي لها مساس به بشكل أو بآخر . .
فمثلاً . . حينما نقرأ : أنّ جماعة في حرب أحد قد تركوا ميدان القتال ، وصعدوا إلى الجبل ، وتركوا النبيّ ( ص ) وحده . .
فإنّنا إذا عرفنا أولئك الذين فعلوا ذلك بأعيانهم ، وعرفنا

146