آثار الإسلام ، وتشويه حقائقه ، وطمس معالمه ، لدى فريق كبير من الناس .
وأعظم مثال نسوقه على ذلك ، ما نلمحه من دور خفيّ لهم في القرار الذي اتخذته السلطات ضد الحديث ، والسنّة النبويّة الشريفة .
فقد رأت السلطة التي حكمت الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أنّ من مصلحتها المنع من كتابة ورواية الحديث النبويّ ، وحتى ما كتبه الصحابة عنه صلي الله عليه وآله وسلم ، وبإذن منه ، بل وحث عليه ، فإنّ السلطة قد عملت على جمعه ، ثمّ جعلته طعمة للنيران ، كما انّ هذه السلطة بالذات قد منعت كبار الصحابة وخيارهم ، وعلماءهم من الخروج من مدينة الرسول إلى غيرها من البلاد الإسلاميّة ، حتى لا ينشروا ما راوه وسمعوه من النبيّ ( ص ) في أكناف وأطراف الدولة الإسلاميّة .
ثمّ أجازت هذه السلطة نقل الحديث والفتوى لأشخاص بأعيانهم ، ولخصوص الحكام دون كل من عداهم .
كما أنّهم قد منعوا الناس من السؤال عن معنى آيات القرآن ، وأهانوا وضربوا من صدر منه ذلك ومن وجهة أخرى ، فقد أجازوا الحديث عن بني إسرائيل ، وأعطوا للناس الحرية في أن ينقلوا عنهم ما شاؤوا ، واختلقوا حديثاً على لسان النبيّ ( ص ) يقول : حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج .
فراجت سوق أهل الكتاب ، ونشروا ما راق لهم من أساطيرهم ،

141