نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري جلد : 1 صفحه : 97
روح [1] بن زنباع : إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر ولكنك تتعمد تركه ، فقال : ويحك من ؟ فقال : عليك بالباقر من أهل بيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم ! قال : صدقت ، ولكنه ارتج علي الرأي فيه فكتب إلى عامله بالمدينة أن أشخص إلى محمد بن علي بن الحسين مكرما ومتعه بمائة ألف درهم لجهازه ، وبثلاثمائة ألف لنفقته ، وارح عليه في جهازه وجهاز من يخرج معه ، من أصحابه ، وحبس الرسول قبله إلى موافاة محمد بن علي فلما وافاه ، أخبره الخبر ، فقال له محمد رحمه اللَّه تعالى : لا يعظم هذا عليك ، فإنه ليس بشيء من جهتين : إحداهما أن اللَّه عز وجل ، لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم ، في رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، والأخرى وجود الحيلة فيه . قال : وما هي ؟ قال : تدعو في هذه الساعة بصناع ، فيضربون بين يديك سككا للدراهم والدنانير ، وتجعل النقش عليها صورة التوحيد ، وذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، أحدهما في وجه الدرهم والدينار ، والآخر في الوجه الثاني ، وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه ، والسنة التي يضرب فيها تلك الدراهم والدنانير ، وتعمد إلى وزن ثلاثين درهما عددا من الأصناف الثلاثة ، التي العشرة منها وزن عشرة مثاقيل ، وعشرة منها وزن ستة مثاقيل ، وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل ، فتكون أوزانها جميعا إحدى وعشرين مثقالا ، فتجزئها من الثلاثين ، فتصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل ، وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان ، فتضرب الدراهم على وزن عشرة ، والدنانير على وزن سبعة مثاقيل . وكانت الدراهم ، في ذلك الوقت ، إنما هي الكسروية [2] ، التي يقال لها اليوم البغلية ، لأن رأس البغل ضربها لعمر رضي اللَّه تعالى عنه ، بسكة كسروية في الإسلام مكتوب عليها صورة الملك وتحت الكرسي مكتوب بالفارسية « نوش خور » أي كل هنيئا . وكان وزن الدرهم منها ، قبل الإسلام ، مثقالا والدراهم التي كان وزن العشرة منها وزن ستة مثاقيل ، والعشرة وزن خمسة مثاقيل ، هي السمرية والخفاف والثقال ، ونقشها نقش فارس ففعل ذلك عبد الملك ، وأمره محمد بن علي بن الحسين رضي اللَّه تعالى عنه أن يكتب السكك في جميع بلدان الإسلام ، وأن يتقدم إلى الناس في التعامل بها . وأن يتهدد بقتل من يتعامل بغير هذه السكة من الدراهم والدنانير وغيرها ، وأن تبطل وترد إلى مواضع العمل ، حتى تعاد إلى السكك الإسلامية ففعل عبد الملك ذلك . ورد رسول ملك الروم إليه بذلك بقوله : إن اللَّه عز وجل مانعك مما قد أردت أن تفعله ، وقد تقدمت إلى عمالي في أقطار البلاد بكذا وكذا ، وبإبطال السكك والطروز الرومية . فقيل لملك الروم إفعل ما كنت تهددت به ملك العرب ، فقال : إنما أردت أن أغيظه بما كتبت إليه لأني كنت قادرا عليه ، والمال وغيره برسوم الروم ، فأما الأن فلا أفعل ، لأن ذلك لا يتعامل به أهل الإسلام ، وامتنع من الذي قال . وثبت ما أشار به محمد بن علي بن الحسين رضي اللَّه تعالى عنه إلى اليوم . ثم رمى ، يعني الرشيد ، بالدرهم إلى بعض الخدم ، وتمكن عبد اللَّه بن الزبير ، فبايعه أهل الحرمين واليمن والعراق ، واستناب على العراق وما يليه أخاه مصعب بن الزبير ، وتفرقت الكلمة
[1] هو روح بن زنباع بن روح بن سلامة الجذامي ، أمير فلسطين له دهاء وعلم وشجاعة . مات سنة 84 ه - . [2] كسروية : نسبة إلى كسرى ملك الفرس .
97
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري جلد : 1 صفحه : 97