responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 80


وقارب فقد دنا الأمر ، وأخبروه بهذه الخصال التي أخبركم بها : يا عمر إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم ، فالهرب الهرب إذا استغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وانتسبوا إلى غير مناسبهم ، وإنتموا إلى غير مواليهم ، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ، ولم يوقر صغيرهم كبيرهم ، وترك الأمر بالمعروف ، فلم يؤمر به وترك النهي عن المنكر فلم ينه عنه ، وتعلم عالمهم العلم ليجلب به الدنيا ، وكان المطر قيظا والولد غيظا ، وطولوا المنارات وفضضوا المصاحف ، وزخرفوا المساجد وأظهروا الرشا وشيدوا البناء ، واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا ، وقطعت الأرحام ومنعت الأحكام ، وأكلوا الرباء وحاز الغني عزا ، والفقير ذلا ، وخرج الرجل من بيته ، فقام إليه من هو خير منه فسلم عليه ، وركبت الفروج السروج . ثم غاب عنهم فلم يروه . فكتب نضلة إلى سعد بذلك ، فكتب سعد بذلك إلى عمر ، رضي اللَّه تعالى عنهم أجمعين ، فكتب إليه عمر رضي اللَّه تعالى عنه : سر أنت بنفسك ومن معك ، من المهاجرين والأنصار ، حتى تنزلوا بهذا الجبل ، فإن لقيته فاقرئه مني السلام ، فخرج سعد رضي اللَّه تعالى عنه ، في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار وأبنائهم ، حتى نزلوا بذلك الجبل ، ومكث سعد رضي اللَّه تعالى عنه أربعين يوما ينادي بالصلاة ، فلا يجد جوابا ولا يسمع خطابا فكتب بذلك إلى عمر رضي اللَّه تعالى عنه .
وعمر رضي اللَّه تعالى عنه أول من أرخ التاريخ وذلك في سنة ست عشرة ، وفيها كان فتح بيت المقدس صلحا . وفيها نزل سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تعالى عنه الكوفة ومصرّها ، وهو أول من دون الدواوين ومصر الأمصار وحقق كلمته في إعلاء كلمة اللَّه تعالى ، ففتح اللَّه تعالى على يديه مواضع عديدة ففتح رضي اللَّه تعالى عنه دمشق ثم الروم ثم القادسية ، ثم انتهى الفتح إلى حمص وحلوان والرقة والرها وحران ورأس العين وخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس ، وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبيسان واليرموك والأهواز وقيسارية ومصر وتستر ونهاوند والري وما يليها ، وأصبهان وبلاد فارس واصطخر وهمذان والنوبة والبرلس والبربر وغير ذلك وكانت درته أهيب من سيف الحجاج ، وهابه ملوك فارس والروم وغيرهم ، ومع ذلك كله بقي على حاله كما كان قبل الولاية في لبسه وزيه وأفعاله وتواضعه يسير منفردا في حضره وسفره من غير حرس ولا حجاب لم تغيره الإمرة ، ولم يستطل على مسلم بلسانه ، ولا حابى أحدا في الحق ، وكان لا يطمع الشريف في حيفه ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، ولا يخاف في اللَّه لومة لائم . ونزّل نفسه رضي اللَّه تعالى عنه ، من مال اللَّه تعالى منزلة رجل من المسلمين ، وجعل فرضه كفرض رجل من المهاجرين ، وكان يقول : أنا في مالكم كولي مال اليتيم ، إن استغنيت استعففت ، وإن افتقرت أكلت بالمعروف أراد بذلك أنه يأكل ما تقوم به بنيته ولا يتعداه ، وقال مجاهدا : تذاكر الناس في مجلس ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما ، فأخذوا في فضل أبي بكر ثم في فضل عمر رضي اللَّه تعالى عنهما ، فلما سمع ابن عباس ذكر عمر رضي اللَّه تعالى عنه ، بكى بكاء شديدا حتى أغمي عليه ، ثم قال :
رحم اللَّه عمر قرأ القرآن وعمل بما فيه فأقام حدود اللَّه كما أمر لا تأخذه في اللَّه لومة لائم لقد رأيت عمر رضي اللَّه تعالى عنه ، وقد أقام الحد على ولده فقتله فيه . وستأتي الإشارة إلى ذلك في باب الدال المهملة في لفظ الديك ، وقتل رضي اللَّه عنه في سنة ثلاث وعشرين ، قتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ، واسمه فيروز ، وكان المغيرة رضي اللَّه تعالى عنه ، يستغله كل يوم أربعة دراهم ،

80

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست