نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري جلد : 1 صفحه : 496
القيامة أمثال الذر في صور الناس ، يغشاهم الصغار من كل مكان ، ويساقون إلى سجن من النار يقال له بولس ، تعلوهم نار الأنيار ، ويسقون من طينة الخبال ، وهي عصارة أهل النار « . رواه الترمذي وقال : حديث حسن غريب . وفي شعب الإيمان للبيهقي عن الأصمعي قال : مررت بأعرابية في البادية في كوخ فقلت لها يا اعرابية من يؤنسك ههنا ؟ قالت : يؤنسني مؤنس الموتى في قبورهم . قلت : ومن أين تأكلين ؟ قالت : يطعمني مطعم الذرة وهي أصغر مني . وفي المدهش للإمام العلامة أبي الفرج بن الجوزي أن رجلا من العجم طلب الأدب حينا فبينما هو في بعض الطريق سائر إذ مرّ بصخرة ملساء فتأملها فإذا ذر يدب عليها ، وقد أثر عليها من كثرة دبيبه ففكر وقال : مع صلابة هذا الحجر ، وخفة هذا الذر قد أثر فيه هذا الأثر ، فأنا أحرى على أن أدوم على الطلب فلعلي أظفر ببغيتي . فراجع الإثبات على الأدب ، فلم يلبث أن خرج مبرزا . وهكذا يجب أن يكون طالب فائدة دينية أو دنيوية ، لا سيما طالب التوحيد والمعرفة ، أن يكون كرارا غير فرار ، فإما الظفر والغنيمة وإما القتل والشهادة . وسئل أبو زيد البسطامي رحمه اللَّه تعالى ، عن العارف ؟ فقال : هو أن يكون وحداني التدبير ، فرداني المعنى ، صمداني الرؤية ، رباني القوة ، وحداني العيش ، نوراني العلم خلداني العجائب ، سماوي الحديث ، وحشي الطلب ملكوتي السر ، عنده مفاتح الغيب ، وخزائن الحكم وجواهر القدس ، وسرادقات الأبرار ، فإذا جاوز الحد وارتفع إلى أعلى فهو غير مدرك وحاله غير موصوف . وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه ، أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال [1] : « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر « . فقال رجل : إن الرجل يجب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ، فقال : « إن اللَّه جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس « . ورواه [2] الترمذي ، وقال : حسن غريب . وقيل : المراد بالكبر ههنا الكبر عن الإيمان فصاحبه لا يدخل الجنة أصلا إذا مات عليه . وقيل لا يكون في قلبه كبر حين دخول الجنة . كما قال [3] اللَّه تعالى : * ( ونَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ) * * الآية وهذان التأويلان فيهما بعد ، فإن الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر المعروف ، وهو الارتفاع على الناس واحتقارهم ، والظاهر فيه ما اختاره القاضي عياض وغيره من المحققين ، أنه لا يدخلها دون مجازاة ، أو لا يدخلها مع أول الداخلين ، وأما قوله ، » فقال رجل « . فذلك الرجل هو مالك بن مرارة الرهاوي ، قاله القاضي عياض ، وأشار إليه ابن عبد البر . وحكى أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال في إسمه أقوالا : أحدها أنه أبو ريحانة ، وإسمه شمعون ، وقيل : ربيعة بن عامر ، وقيل : سواد بالتخفيف بن عمرو ، وقيل : معاذ بن جبل . ذكره ابن أبي الدنيا في كتاب الخمول والتواضع . وقيل : عبد اللَّه بن عمرو بن العاص . ومعنى قوله إن اللَّه جميل : أي إن كل أمره سبحانه حسن وجميل ، فله الأسماء الحسنى ، وصفات الجمال والكمال ، وقيل جميل بمعنى مجمل ككريم وسميع بمعنى مكرم ومسمع . وقال أبو القاسم القشيري : معناه جليل : وقيل معناه ذو النور والبهجة أي مالكهما وقيل : معناه جميل الأفعال بكم ، والنظر إليكم يكلفكم اليسير ويعين عليه ، ويثيب عليه
[1] رواه البخاري في الإيمان : 33 . والترمذي جهنم : 9 ، 10 . وابن ماجه مقدمة : 9 . وابن حنبل : 1 / 416 . [2] رواه مسلم إيمان : 147 . وابن ماجه دعاء : 10 . وابن حنبل : 4 / 133 . [3] سورة الأعراف : الآية 43 .
496
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري جلد : 1 صفحه : 496