responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 490


منها ثم من السفاد ، وربما بقي الذكر على الأنثى عامة اليوم . وهو من الحيوانات الشمسية ، لأنه يخفي شتاء ويظهر صيفا ، وبقية أنواعه كالناموس والفراش والنعر والقمع وغيرها ، ستذكر في أبوابها إن شاء اللَّه تعالى وما أحسن قول أبي العلاء المعري ، ووفاته سنة تسع وأربعين وأربعمائة :
< شعر > يا طالب الرزق الهنيّ بقوّة هيهات أنت بباطل مشغوف رعت الأسود بقوة جيف الفلا ورعى الذباب الشهد وهو ضعيف < / شعر > ولمحمد الأندلسي في المعنى :
< شعر > مثل الرزق الذي تطلبه مثل الظل الذي يمشي معك أنت لا تدركه متبعا وإذا وليت عنه تبعك < / شعر > وفي المعنى [1] أيضا لأبي الخير الكاتب الواسطي :
< شعر > جرى قلم القضاء بما يكون فسيان التحرك والسكون جنون منك أن تسعى لرزق ويرزق في غشاوته الجنين < / شعر > وقد أجاد الأمير سيف الدين علي بن فليح الظاهري في التحذير من احتقار العدوّ بقوله :
< شعر > لا تحقرن عدوّا لأن جانبه وإن تراه ضعيف البطش والجلد فللذبابة في الجرح المديد يد تنال ما قصّرت عنه يد الأسد < / شعر > وفي تاريخ [2] ابن خلكان ، في ترجمة الإمام يوسف بن زهرة الهمذاني الزاهد ، صاحب المقامات والكرامات والأحوال الظاهرات ، أنه جلس يوما للوعظ فاجتمع إليه العالم ، فقام من بينهم فقيه يعرف بابن السقاء وآذاه ، وسأله عن مسألة ، فقال له الإمام يوسف : اجلس فإني أجد من كلامك رائحة الكفر ، ولعلك أن تموت على غير دين الإسلام ! فقدم رسول ملك الروم إلى الخليفة فخرج ابن السقاء مع الرسول إلى القسطنطينية فتنصر ومات نصرانيا . وكان ابن السقاء قارئا للقرآن ، محمودا في تلاوته . وحكى من رآه بالقسطنطينية قال : رأيته مريضا ملقى على دكة ، وبيده مروحة يدفع بها الذباب عن وجهه ، فقلت له : هل القرآن باق على حفظك ؟ فقال : ما أذكر منه إلا آية واحدة وهي * ( رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ) * [3] والباقي أنسته . أه نعوذ باللَّه من سخطه وخذلانه ، ونسأله حسن الخاتمة . فانظر يا أخي كيف هلك هذا الرجل ، وخذل بالانتقاد ، وترك الاعتقاد . نسأل اللَّه السلامة ، فعليك يا أخي بالاعتقاد ، وترك الانتقاد على المشايخ العارفين ، والعلماء العاملين ، والمؤمنين الصالحين ، فإن حرابهم مسمومة . فقل من تعرض لهم وسلم ، فسلم تسلم ولا تنتقد تندم ، واقتد بإمام العارفين ، ورأس الصديقين ، وعلامة العلماء العاملين في وقته الشيخ محي الدين عبد القادر الكيلاني رحمه اللَّه تعالى ، لما عزم على زيارة قطب



[1] وفيات الأعيان : 6 / 172 .
[2] وفيات الأعيان : 7 / 78 . وذكر ابن خلكان في ترجمته أن إسمه يوسف بن أيوب بن وهرة . ووفاته سنة 535 ه - .
[3] سورة الحجر : الآية 2 .

490

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست