responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 211


ألقيت إليه هذا الكلام ، خطر بباله وحدث به نفسه واشرأب به قلبه ، واشتغل به فكره ، فساعة ما نام خيل له ما كان في قلبه ، مما شغل به فكره ، فرآه في منامه . فقال له الخادم : فقد حلفت بالطلاق قال : طلقت واحدة وبقيت معي على اثنتين فأزيد في المهر عشرة دراهم وأحصل على عشرة آلاف درهم وثلاثة آلاف دينار وعشرة تخوت من أصناف الثياب وثلاثة مراكب . فبهت الخادم في وجهه وتعجب من أمره فقال له سعيد : قد واللَّه صدقتك ، وجعلت صدقي لك مكافأتك على كفالتك لي ، فاستر ذلك علي ففعل . ثم إن المهدي طلبه لمنادمته ، فجعل ينادمه وحظي عنده وقلده القضاء على عسكره ، فلم يزل كذلك حتى مات المهدي ثم قال ابن الجوزي : هكذا رويت لنا هذه الحكاية وإني لمرتاب من صحتها وما أبعد هذا أن يحكى عن قاض من القضاة .
قلت : وقد سئل الإمام أحمد عن سعيد بن عبد الرحمن هذا فقال : ليس به بأس . وقال يحيى بن معين : هو ثقة ، وإنما اتهم بهذا الهيثم بن عدي ، فقد قال يحيى بن معين : الهيثم ليس بثقة ، كان يكذب . وقال علي بن المديني : لا أرضاه في شيء . وقال أبو داود العجلي : الهيثم كذاب . وقال إبراهيم بن يعقوب الجرجاني :
الهيثم ساقط قد كشف قناعه . وقال أبو زرعة : ليس بشيء . وفي كتاب الفرج بعد الشدة ، عن رجل من الجند قال : خرجت من بعض بلدان الشأم ، أريد قرية من قراها ، فلما صرت في بعض الطريق ، وقد سرت عدة فراسخ ، لحقني التعب وكان معي بغلة عليها خرجي وقماشي ، وكان قد قرب المساء ، فإذا بدير عظيم ، وفيه راهب في صومعة ، فنزل إلي واستقبلني وسألني المبيت عنده ، وأن يضيفني ففعلت فلما دخلت الدير لم أجد فيه غيره ، فأخذ بغلتي وطرح لها شعيرا ، وعزل رحلي في بيت ، وجاءني بماء حار ، وكان الزمان شديد البرد والثلج يسقط ، وأوقد بين يدي نارا عظيمة ، وجاء بطعام طيب فأكلت ومضت قطعة من الليل ، فأردت النوم ، فسألته عن طريق المستراح ، فدلني عليه ، وكنا في غرفة ، فنزلت ومشيت ، فلما صرت على باب المستراح ، إذا بارية عظيمة ، فلما صارت رجلاي عليها ، سقطت فإذا أنا بالصحراء ، وإذا البارية كانت مطروحة على غير سقف ، وكان الثلج يسقط سقوطا عظيما ، فصحت بالراهب ، فلم يكلمني .
فقمت وقد تجرح بدني إلا أني سالم ، فجئت فاستظللت بطق باب الدير من الثلج . فإذا حجارة قد أتتني لو تمكنت من دماغي لطحنته . فخرجت أعدو وأصيح فشتمني . فعلمت أني أتيت من جانبه ، وأنه طمع في رحلي فلما خرجت من ظل الدير ، وقع الثلج عليّ وبل ثيابي ، فنظرت فإذا أنا تالف من البرد والثلج ، فولد لي الفكر أن أخذت حجرا قريبا من الثلاثين رطلا ، فوضعته على عاتقي وجعلت أعدو به في الصحراء شوطا طويلا ، حتى يأخذني التعب ، فإذا تعبت وحميت وعرقت طرحت الحجر ، وجلست أستريح ، فإذا سكنت وأخذني البرد تناولت الحجر وعدوت به فلم أزل على تلك الحالة إلى الصبح . فلما كان قبل طلوع الشمس ، وأنا خلف الدير ، إذ سمعت حس باب الدير وقد فتح وإذا بالراهب قد خرج وجاء إلى الموضع الذي سقطت منه فلم يرني ، فقال : يا قوم ما فعل ؟ وأنا أسمعه ، ثم مشى فخالفته إلى باب الدير ، ودخلت الدير وهو دائر يطلبني حول الدير ، ووقفت خلف الباب ، وكان في وسطي خنجر لم يشعر به الراهب ، فطاف حول الدير فلما لم يقف لي على علم ولا خبر ، ولا عرف لي أثرا ، عاد ودخل الدير وأغلق الباب ،

211

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست